يُحكم الاحتلال الصهيوني لليوم الـ97، حصاره الوحشي على مدينة طولكرم ومخيّمي نور شمس وطولكرم، ما تسبب بتهجير أكثر من 25 ألف شخص، وهدم 396 منزلًا بالكامل، إضافة إلى أكثر من 2,500 منزل متضرر جزئياً.

تواصل قوات الاحتلال الصهيوني لليوم الـ97 على التوالي فرض حصار خانق على مدينة طولكرم ومخيمَيها، طولكرم ونور شمس، في واحدة من أشد الحملات العسكرية التي تستهدف المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية، ما أدى إلى دمار واسع ونزوح جماعي للسكان.

وبحسب مصادر محلية، فإن المدينة والمخيمين يعيشان تحت وطأة اجتياحات يومية تنفذها قوات الاحتلال باستخدام آليات عسكرية ثقيلة ووحدات مشاة، حيث يتم اقتحام المنازل وتفتيشها وتخريب محتوياتها، فضلاً عن اعتقال السكان والاعتداء عليهم بالضرب، وسط حالة من الرعب يعيشها الأطفال والنساء.

وقد طالت الهجمات أحياء متعددة من المدينة، لا سيما في شرق طولكرم ومحيط مستشفى الشهيد ثابت ثابت، بالإضافة إلى مناطق حيوية مثل ميدان جمال عبد الناصر وشارع نابلس ومفترق شويكة، حيث سجلت تحركات عسكرية مكثفة خلال ساعات الليل والنهار.

وفي مشهد مأساوي، أغلقت قوات الاحتلال مداخل مخيمَي نور شمس وطولكرم بالسواتر الترابية، مانعة الأهالي من الدخول أو الخروج، ما دفع آلاف العائلات إلى مغادرة منازلها هربًا من القصف والاعتقالات والدمار. وأكدت مصادر حقوقية أن أكثر من 25 ألف فلسطيني نزحوا قسريًا، بينما تم تدمير 396 منزلاً بشكل كامل وتضرر ما يزيد عن 2500 منزل جزئيًا.

وفي تصعيد خطير، أبلغ الاحتلال بعض سكان المخيمين بنيّته هدم 106 منازل خلال 24 ساعة فقط، في خطوة وُصفت بأنها تطهير عرقي صريح. كما وثّقت تقارير محلية استهداف المدنيين بالرصاص الحي، حتى أثناء محاولاتهم استعادة بعض ممتلكاتهم من المناطق المحاصرة، حيث أُصيب عدد من النساء والأطفال وتم اعتقال آخرين بينهم صحفيان.

ومنذ بداية الحصار، ارتقى 13 شهيدًا في طولكرم، من بينهم طفل وسيدتان إحداهما كانت حاملًا في شهرها الثامن، إضافة إلى عشرات الجرحى والمعتقلين. وتُظهر الأوضاع في المدينة حجم الكارثة الإنسانية المتصاعدة مع استمرار سياسة الأرض المحروقة التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق المدنيين.

وتشكل الاعتداءات المستمرة في طولكرم نموذجًا صارخًا لاستراتيجية التدمير والتهجير القسري التي تطبقها قوات الاحتلال في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، وسط صمت دولي مقلق وتجاهل تام لحقوق الشعب الفلسطيني في الحياة والكرامة. (İLKHA)