اعترف عدد من الجنود السابقين في القوات الخاصة البريطانية بارتكاب جرائم حرب في أفغانستان والعراق.

كشف عدد من الجنود السابقين في القوات الخاصة البريطانية عن ارتكابهم جرائم حرب خلال تواجدهم في كل من أفغانستان والعراق، في اعترافات مثيرة سلطت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) الضوء عليها.

ووفقاً للمعلومات التي كشفتها "بانوراما" التابعة لـ BBC، فإن عناصر من قوات الخدمة الجوية الخاصة البريطانية (SAS) نفذوا عمليات إعدام بحق مدنيين أثناء نومهم، ثم عمدوا إلى تزوير مسرح الجريمة لإخفاء الأدلة.

وبحسب التقرير، قام عناصر من القوات البريطانية باقتحام منازل في ساعات الليل وقتل من بداخلها أثناء نومهم، ثم وضعوا أسلحة بجوار الضحايا بعد قطع القيود عنهم، في محاولة لتصوير الحادث على أنه ناتج عن اشتباك مسلح.

وأكد خبراء دوليون أن هذه الانتهاكات لا تقتصر فقط على بريطانيا، بل تشمل أيضاً قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) والولايات المتحدة، مطالبين بفتح تحقيق دولي شامل ومحاسبة المتورطين وتعويض الضحايا.

ودعا المحلل العسكري "أحمد خان أندار" إلى إنشاء محكمة دولية خاصة لمقاضاة المسؤولين عن جرائم الحرب في أفغانستان والعراق، مؤكداً على ضرورة تحقيق العدالة للضحايا.

وأورد التقرير أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق "ديفيد كاميرون" زار أفغانستان سبع مرات بين عامي 2010 و2013، وتلقى خلال تلك الفترة تحذيرات من الرئيس الأفغاني آنذاك "حامد كرزاي" بشأن تزايد أعداد الضحايا المدنيين، إلا أن المتحدث باسم كاميرون نفى تلقي أي تحذير مباشر بشأن تصرفات القوات الخاصة.

من جهتها، وصفت إمارة أفغانستان الإسلامية هذه الاعترافات بأنها دليل واضح على الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال بقيادة الناتو والولايات المتحدة بحق الشعب الأفغاني. وقال المتحدث باسم الإمارة، حمد الله فطرت، إن "جميع قوات الاحتلال ارتكبت جرائم حرب من تعذيب ومجازر على مدى عشرين عاماً في أفغانستان.

وفي تعليق على التقرير، قال مقرر الأمم المتحدة الخاص لحقوق الإنسان "ريتشارد بينيت" إن هذه الاعترافات الصادمة تؤكد مجدداً على الحاجة الملحّة لتحقيق العدالة والمساءلة لصالح الضحايا وعائلاتهم.

وأكد المحلل السياسي سليم بيكير أن المساءلة لا يجب أن تقتصر على بريطانيا فقط، بل يجب أن تشمل جميع الدول التي ارتكبت انتهاكات في أفغانستان، داعياً إلى تعويض الشعب الأفغاني عن الأضرار التي لحقت به جراء تلك الجرائم.

وفي تطور لاحق، أعلن رئيس هيئة الأركان العامة البريطانية، الجنرال السير "باتريك ساندرز" دعمه لإجراء تحقيق مستقل في هذه الادعاءات.

وكانت الحكومة البريطانية قد أطلقت بالفعل في فبراير 2023 تحقيقاً رسمياً بعنوان "التحقيق المستقل بشأن أفغانستان"، للبحث في مزاعم ارتكاب القوات الخاصة لجرائم حرب خلال مهامها هناك. (İLKHA)