انتقدت وسائل إعلام عبرية بشدة حكومة نتنياهو، ووصفت أداءها بـ"الحقير" خصوصًا في إدارة الضفة الغربية، بينما فجّرت تصريحات فرنسية بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية جدلًا واسعًا، بالتوازي، هدد وزراء في الحكومة بتحويل غزة إلى منطقة يهودية بالكامل.

هاجمت وسائل إعلام عبرية بشدة سياسات حكومة بنيامين نتنياهو، معتبرة أنها تمارس أساليب "حقيرة" في مختلف المجالات، لا سيما في إدارة الاحتلال بالضفة الغربية.
وبرز هذا النقد في ظل الجدل المتصاعد الذي أثارته تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التي أعلن فيها نية بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، داعيًا لوقف فوري للحرب في غزة وإنقاذ المدنيين.

تصريحات ماكرون قوبلت بموجة إدانات داخل الكيان الصهيوني، في حين دعمت واشنطن تل أبيب ورفضت الموقف الفرنسي، فيما تساءلت وسائل إعلام عبرية عما إذا كانت باريس "تكافئ الإرهاب"، بحسب التعبير المستخدم في الأوساط السياسية الإسرائيلية.

وفي ذات السياق، أشار درور إيتكس، وهو مسؤول ميداني سابق في حركة "سلام الآن"، إلى أن حكومة نتنياهو "أثبتت أن لديها قدرات عمل حقيرة في العديد من المجالات"، مستشهدًا بما يحدث في الضفة الغربية من توسع استيطاني واسع تحت إشراف مباشر من وزير المالية بتسلئيل سموتريتش.

وأوضح إيتكس أن أكثر من 100 بؤرة استيطانية أُنشئت خلال عامين ونصف فقط، إلى جانب تهجير ما بين 80 إلى 90 تجمعًا فلسطينيًا والاستيلاء على مئات آلاف الدونمات.

وفي تطور صادم، نقلت القناة 12 العبرية تصريحات لوزير التراث عميحاي إلياهو، أعلن فيها أن قطاع غزة "سيُحوَّل بالكامل إلى منطقة يهودية"، ولن يُسمح ببقاء الفلسطينيين فيه، مؤكدًا أن "العزلة يجب أن تُفرض على الفلسطينيين، لا على المستوطنين".

وعلق مقدم النشرة الإخبارية قائلًا إن الحكومة تمضي فعليًا في تنفيذ خطة "محو غزة عن وجه الأرض"، مشيرًا إلى أن هذه التصريحات تُترجم وتنتشر عالميًا وتضر بصورة إسرائيل أمام العالم.

كما لفت المحلل السياسي في القناة ذاتها، عميت سيغل، إلى أن هذه المواقف تُطبَّق على الأرض ولا تقتصر على التصريحات، منتقدًا تجاهل الوزراء لحقيقة أن أقوالهم تُترجم وتُستخدم ضدهم دوليًا.

أما الإعلامي ينون مغال، فقد هاجم زملاءه من الصحفيين الصهاينة بسبب تغريداتهم التي تطرقت إلى الوضع الإنساني في غزة، متهمًا إياهم بترويج دعاية لا قيمة لها على حد تعبيره، وسخر من الحديث عن المجاعة قائلًا: "ما الذي يهمني من المجاعة؟ أصبحوا إنسانيين فجأة؟". (İLKHA)