اتفق قادة الترويكا الأوروبية على تفعيل "آلية الزناد" وإعادة فرض العقوبات الأممية على إيران إذا لم تستأنف التعاون مع الوكالة الذرية وتعد إلى المسار الدبلوماسي بحلول نهاية أغسطس/آب.

أعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن الأخير أجرى اتصالًا هاتفيًا اليوم السبت مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، تم خلاله الاتفاق على تفعيل آلية إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران، المعروفة بـ"آلية الزناد"، إذا لم تُبدِ طهران تعاونًا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولم تعد إلى مسار المفاوضات بحلول نهاية شهر أغسطس/آب.

وتأتي هذه الخطوة بعد انتهاء جولة محادثات في إسطنبول بين وفد إيراني وممثلين عن الترويكا الأوروبية، حيث تمسك الطرف الإيراني بحق بلاده في تخصيب اليورانيوم على أراضيها، واعتبر ذلك جزءًا لا يتجزأ من أي اتفاق محتمل.

ويُعد هذا التحرك الأوروبي تصعيدًا جديدًا، في ظل توقف إيران عن التعاون مع الوكالة الذرية عقب الهجمات الإسرائيلية والأميركية التي استهدفت منشآتها النووية في يونيو/حزيران الماضي.

في المقابل، لمّح المسؤولون الإيرانيون إلى إمكانية استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة شريطة احترام حق إيران في تخصيب اليورانيوم، بينما لوّحت طهران بإمكانية الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي إذا أعيد فرض العقوبات الدولية.

وتنص "آلية الزناد"، الواردة ضمن قرار مجلس الأمن رقم 2231، على إمكانية إعادة تفعيل العقوبات الأممية تلقائيًا إذا تبيّن أن إيران انتهكت الاتفاق النووي بشكل جوهري، على أن تُستكمل الإجراءات القانونية في غضون 30 يومًا، ومن المنتظر أن تنتهي صلاحية العمل بهذه الآلية في 18 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

وفي سياق متصل، صرّح نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي أن جولة المحادثات المقبلة مع الترويكا لم يُحدد موعدها بعد، لكنها ستُعقد على الأرجح مجددًا في إسطنبول، وأكد وجود قنوات اتصال غير مباشرة بين طهران وواشنطن عبر وسطاء دوليين.

وأشار روانجي إلى أن المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية ستصدر تقريرًا مفصلًا بشأن الأضرار التي لحقت بمنشآتها عقب الهجمات، نافيًا الادعاءات الأميركية حول نقل مواد نووية من موقع فوردو قبل الاستهداف.

وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات بشأن برنامج إيران النووي، وازدياد المخاوف من انهيار ما تبقى من الاتفاق النووي الموقع عام 2015. (İLKHA)