خرج آلاف الأشخاص في مسيرة حاشدة بإسطنبول، تنديداً بالمجازر المستمرة والمجاعة التي يعاني منها سكان قطاع غزة، وسار المتظاهرون حتى مقر القنصلية الصهيونية مطالبين بإنهاء الاحتلال ووقف الجرائم بحق المدنيين الفلسطينيين.

ودعمت العديد من منظمات المجتمع المدني المسيرة التي حملت شعار "انهضوا من أجل غزة المحاصرة بالمجاعة والإبادة".

وانطلقت المسيرة من ساحة مسجد "البارباروس خير الدين باشا" في منطقة بشكتاش عقب أداء صلاة المغرب، حيث رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية ولافتات تدين الاحتلال، وسط دعم واسع من منظمات المجتمع المدني، تحت شعار: "انهضوا من أجل غزة المحاصرة بالمجاعة والإبادة".

وردد المشاركون هتافات مؤيدة لفلسطين وغزة وحركة حماس، وأخرى مناهضة للاحتلال الصهيوني والولايات المتحدة، بسبب دعمها اللامحدود لما وصفوه بـ"العدوان الصهيوني".

وفي كلمة ألقاها الصحفي والكاتب "ذولكفئ يَل" باسم وقف محبي النبي، خلال الفعالية التي تخللتها تلاوة للقرآن الكريم، شدد على أن غزة تمر بأيام حرجة للغاية، حيث يعاني الناس من الجوع لدرجة الإغماء والموت في الشوارع.

وقال: "نحن نعيش أيام الحياة والموت... يجب أن نكون جزءاً من هذه المعركة، إلى جانب صمود إخواننا. علينا أن نحمل عبء هذه الحرب ونستعد للشهادة والمقاومة".

وأضاف: "رغم المجازر، هناك مقاومة تتوسع في غزة يقودها جيش محمد - حركة حماس ومكوناتها - تشتعل الأرض تحت أقدام المحتلين بإذن الله. هناك انتفاضة عالمية تنمو وتنتشر، والضمير الإنساني قد نهض في جميع أنحاء العالم".

"إما النصر أو الشهادة... لا استسلام"

وأكد "يَل" أن الأمة الإسلامية لن تستسلم أبداً، مستشهداً بتجارب سابقة في مواجهة المغول والحملات الصليبية، وقال: "نحن أمة لا تعرف الاستسلام، وسنقاوم، إما أن نُستشهد أو ننتصر. ملايين الناس في أنحاء العالم قد لبّوا نداء المقاومة وارتدوا أكفانهم نصرة لغزة".

ووجّه رسالة إلى قادة الدول ذات الأغلبية المسلمة قائلاً: "يا قادة الشعوب المسلمة! إما أن تنهضوا وتتصدروا الصفوف، أو افسحوا المجال أمام الشعوب لتقود. هناك ملايين من الشجعان المستعدين لحمل راية الجهاد والدفاع عن غزة. أنتم في اختبار، فإذا لم تتحركوا، فسوف تُحاسبون يوم القيامة، كما قال أبو عبيدة".

"حاكِموا مزدوجي الجنسية من داعمي الاحتلال"

وفي رسالة إلى السلطات التركية، دعا "يَل" إلى محاكمة المتورطين من حاملي الجنسية المزدوجة الذين يدعمون الاحتلال ويتجولون في شوارع تركيا، قائلاً: "إذا كنتم غير قادرين على اتخاذ خطوات أكبر، فعلى الأقل امنعوا هؤلاء المجرمين من دخول أراضينا وابدأوا بمحاسبتهم وسحب جنسيتهم".

من جهته، قال  "حلمي أييلديز" متحدثاً باسم منصة التضامن الإسلامي: "إن المحنة التي يمر بها أهل غزة شديدة وقاسية، والله، كما نصر الأمم السابقة، قادر على أن يمد يد العون من جديد، وعلينا تجديد حسن الظن بالله، والصبر، وعدم التخلي عن النضال.

رسالة من غزة: لا يمكننا العودة إلى خيامنا فارغين"

وتحدث رئيس "شباب هيئة الإغاثة الإنسانية" "محمد جهاد تشيليك" ناقلاً رسالة مؤثرة وردتهم من غزة، جاء فيها:

"منذ الصباح الباكر، يقف عشرات الآلاف في طوابير أمام المطبخ الخيري. عدد الجياع يزداد كل يوم. نُطعم نحو 50 ألف شخص يومياً، لكن التوتر يتصاعد بسبب قلة الطعام. الناس يبكون، يتوسلون، خاصة الأمهات اللواتي لم يحصلن على شيء، يجلسن صامتات بعد انتهاء التوزيع، ولا يغادرن المكان. وعندما يُسألن: لماذا أنتن هنا؟ يقلن: أطفالنا في الخيام لم يأكلوا شيئاً... لا يمكننا العودة إليهم فارغين. على الأقل هنا يوجد أمل".

وانتهى البرنامج بدعاء مؤثر ألقاه "قوبلاي أشقين دورداغ". (İLKHA)