تحذير من موت جماعي في الفاشر بسبب حصار تفرضه قوات الدعم السريع

يعاني مئات الآلاف من المحاصرين في آخر معقل للجيش السوداني في منطقة دارفور غربي البلاد من نفاد الطعام والتعرض للقصف المدفعي المتواصل والهجمات بالطائرات المسيرة، بينما يواجه الفارون خطر الإصابة بالكوليرا والاعتداءات العنيفة.
يعيش مئات الآلاف من السودانيين في مدينة الفاشر، شمال إقليم دارفور، لحظاتهم الأخيرة تحت حصار خانق تفرضه قوات الدعم السريع على المدينة التي باتت آخر معقل للجيش السوداني في الإقليم المشتعل بالحرب منذ أكثر من عامين.
وفي الفاشر، العاصمة الإدارية لولاية شمال دارفور، لا كهرباء ولا إنترنت، المخابز مغلقة، والدواء شبه معدوم، فيما القصف لا يتوقف ليلاً أو نهاراً.
وتتحول المدينة تدريجياً إلى ساحة لتصفية حسابات مسلحة، ضحيتها المدنيون العالقون بين الجبهات، بينما يستمر الحصار في خنق أنفاسها.
ويقول أحد سكان المدينة لوكالة "رويترز": "الظروف هنا لا تُحتمل.. القصف يومي، الناس تموت جوعاً ومرضًا، والمقابر تتسع كل يوم، نناشد العالم أن يرفع عنا هذا الحصار القاتل".
تُعد الفاشر آخر جبهة قتال كبرى متبقية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي باتت تسيطر فعلياً على معظم دارفور بعد سلسلة من الهجمات المنسقة منذ بداية الحرب في نيسان/أبريل 2023، إثر انهيار الشراكة السياسية الهشة بين الطرفين.
وسقوط الفاشر بيد قوات الدعم السريع سيُكمل سيطرتها على الإقليم الحدودي مع ليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى، وهو ما يحذر مراقبون من أنه قد يفتح الباب أمام انقسام فعلي للبلاد، وانهيار كامل لبقايا الدولة السودانية المركزية.
وفي ظل الحصار المفروض، يعيش مئات الآلاف من السكان والنازحين في الفاشر أوضاعا كارثية، داخل المدينة ومخيماتها المحاصرة، في ظل نقص حاد في المواد الغذائية وغياب أي خدمات طبية أو مساعدات إنسانية.
وتقول طبيبة رفضت كشف هويتها خوفاً على سلامتها: "الجوع اليوم أشد خطراً من القصف. لا طعام للأطفال ولا للبالغين. أنا شخصيا لم أفطر اليوم لأننا لا نملك شيئا نأكله".
ويؤكد السكان أن قوات الدعم السريع تمنع دخول قوافل المساعدات وتهاجمها على الطرق المؤدية إلى المدينة. فيما ارتفعت أسعار السلع المُهربة إلى مستويات خيالية تفوق المعدل القومي بخمسة أضعاف على الأقل.
ويلجأ كثير من السكان، بحسب شهادات موثقة، إلى تناول "الأمباز"، وهو نوع من علف الحيوانات يُصنع من قشور الفول السوداني. حتى هذا العلف بدأ ينفد تدريجياً، وفق تقارير حقوقية.
في محاولة يائسة للنجاة، فرّ آلاف المدنيين من الفاشر باتجاه مدينة "طويلة"، التي تبعد نحو 60 كيلومترا إلى الغرب. لكن الرحلة لا تخلو من الرعب، إذ أفاد شهود عيان بتعرضهم لهجمات واعتداءات على أيدي عناصر من الدعم السريع. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أسامة حمدان: "إن عدد الشهداء جراء استهداف الاحتلال الإسرائيلي لطالبي المساعدات في قطاع غزة بلغ 1487 شهيداً، إضافة إلى أكثر من 10 آلاف مصاب، في سياق سياسة تجويع ممنهجة تمارسها قوات الاحتلال بحق السكان".
قال وزير الصحة والرعاية الاجتماعية في إقليم دارفور السوداني بابكر حمدين: "إن الأوضاع الصحية تردت بشكل كبير مع انتشار أوبئة مثل الكوليرا والملاريا والحصبة بشكل مخيف، خصوصاً في شمال الإقليم"، محملاً قوات الدعم السريع المسؤولية عن انتشار الأوبئة في المنطقة.
زار رئيس مجلس النواب الأميركي "مايك جونسون"، مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة، في حالة تعد الأولى من نوعها لمن يشغل هذا المنصب.