كشفت وثيقة استخباراتية سرية أعدتها استخبارات كتائب القسام وتم تسليمها للقائد الشهيد يحيى السنوار قبل استشهاده، عن مدى الانهيار الداخلي في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة أن هذا الضعف شكّل فرصة استراتيجية للمقاومة الفلسطينية.

اعترفت وسائل إعلام الاحتلال، ومن بينها قناة i24NEWS بأن الوثائق التي تم العثور عليها في غزة تضم تقريرًا استخباراتيًا مهمًا صادرًا في 25 يوليو 2023. وقد وُجه هذا التقرير مباشرة إلى قائد حركة حماس في غزة، الشهيد يحيى السنوار، تحت عنوان: "تأثير احتجاجات الجنود على الكفاءة العملياتية والوضع الأمني في الجبهات".

ويركز التقرير على الأزمات العميقة التي يواجهها جيش الاحتلال، خاصة في سلاح الجو، نتيجة تزايد احتجاجات الجنود ورفضهم للخدمة، مما يؤثر سلبًا على جاهزية الجيش وقدرته القتالية.

 وأشار إلى أن استمرار هذه الظاهرة قد يُلحق ضررًا كبيرًا بعقيدة الاحتلال القتالية، خاصة إذا تفاقمت الأزمة خلال شهري أكتوبر ونوفمبر بسبب إقرار قوانين جديدة.

من جهة أخرى، تابع التقرير ردود أفعال كبار قادة الاحتلال، من بينهم قائد سلاح الجو تومر بار ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، الذي حذر من أن غياب وحدة الجيش تهدد بقاء الاحتلال كدولة في المنطقة.

كما رصدت الوثيقة ظهور تنظيم صهيوني يُدعى "الإخوة من أجل السلاح"، والذي أعلن علنًا رفضه للخدمة العسكرية كجزء من الاحتجاج على تعديل النظام القضائي، وهو ما وُثق في مقاطع فيديو أحدثت صدمة داخل المجتمع الصهيوني في يوليو 2023، وأدرجتها حماس بدقة ضمن تقاريرها.

وقدّمت الاستخبارات العسكرية التابعة لحماس تقييمًا شاملاً جاء فيه:

"رغم أن تأثير رفض الخدمة لا يزال محدودًا على كفاءة الجيش حاليًا، إلا أن الأزمة مرشحة للتصاعد، خاصة مع تفاقم الأزمة السياسية والدستورية داخل الكيان. لا يُتوقع أن يُقدم الاحتلال على خطوات عسكرية كبرى لحل أزمته الداخلية، لكنه سيركز على إدارة الانقسام ومحاولة احتواء التهديدات دون توسيع نطاق المواجهة. يجب استغلال هذا الانقسام عبر تصعيد الحرب النفسية وانتظار تعمّق الأزمة، فهذه فرصة ثمينة لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني."

ويعتبر المحللون هذه الوثيقة دليلًا قويًا على عمق ودقة عمل استخبارات المقاومة، وعلى مهارة الشهيد يحيى السنوار في استغلال نقاط ضعف الاحتلال وتحوُّلها إلى مكاسب استراتيجية للمقاومة. (İLKHA)