شهد جنوب لبنان إلغاء زيارة للمبعوث الأميركي توم برّاك إلى منطقتي الخيام وصور، بعد احتجاجات شعبية معارضة للزيارة.

ألغى الموفد الأميركي "توماس برّاك" جولته التي كانت مقرّرة، اليوم الأربعاء، إلى بلدة الخيام ومدينة صور، جنوبي لبنان، وذلك على وقع احتجاجات شعبية معارضة للزيارة التي تأتي تزامناً مع استمرار الاعتداءات الصهيونية على الأراضي الجنوبية، ومنها فجراً عملية تفجير سُجِّلت في بلدة كفركلا.

ووصل برّاك صباحاً إلى ثكنة فرنسوا الحاج في مرجعيون، جنوبي البلاد، على متن طوافة، وسط انتشار للجيش اللبناني، على الرغم من الدعوات التي خرجت، مساء أمس الثلاثاء، للتظاهر احتجاجاً على هذه الزيارة، تحت عناوين عدّة، أبرزها الاعتراض على التصريحات المسيئة التي أطلقها من قصر الرئاسة اللبنانية بحق الصحافيين، ورفضاً لحضور من يسمّونه "مندوباً سامياً جديداً إلى أرض الشهداء والأحرار"، وللتأكيد على التمسّك بالسلاح ومواجهة الاحتلال.

ونفذ عدد من أهالي بلدة الخيام اليوم وقفة احتجاجية اعتراضاً على زيارة برّاك، رافعين فيها صور شهداء في حزب الله، ولافتات معارضة لأميركا، معبّرين عن تنديدهم بسياسات واشنطن التي تطبق فقط الأجندة الإسرائيلية، وتدعم الجرائم التي ترتكب سواء في لبنان أو في غزة.

يأتي ذلك أيضاً في وقتٍ أفادت فيه وسائل إعلام تابعة لحزب الله بأن قوة إسرائيلية توغلت، فجر اليوم، لمسافة 600 متر داخل بلدة كفركلا، جنوبي لبنان، وفجّرت جزءاً من منزل مدمّر في حي النورية.

وبالتزامن مع الجولة التي كانت مقررة لبرّاك، ألقت مسيّرات للاحتلال منشورات فوق عددٍ من البلدات الجنوبية في العديسة وكفركلا وغيرها، داعية المواطنين إلى الابتعاد عن مسؤولي القرى المرتبطين بحزب الله باعتبارهم هدفاً إسرائيلياً.

وأحدثت تصريحات الموفد الأميركي "توماس برّاك"، أمس الثلاثاء، بعد لقائه الرئيس "جوزيف عون"، بلبلة كبيرة في الأوساط السياسية والشعبية والإعلامية في لبنان، سواء لجهة رفع لهجة الاستقواء والاستعلاء والإهانة للصحافيين المندوبين في مقرّ الرئاسة اللبنانية، أو لناحية تراجعه عن موقفه في زيارته الماضية إلى بيروت قبل أسبوع المؤكِد على ضرورة مبادلة إسرائيل لبنان بخطوة بعد مقررات الحكومة اللبنانية الأخيرة، والتشديد على ضرورة نزع السلاح أولاً باعتبار ذلك خطوة من شأنها أن تشجع إسرائيل على الانسحاب من الأراضي اللبنانية.

وفي بيان وُصِف بـ"الخجول"، ومن دون تسمية برّاك، أعربت رئاسة الجمهورية في بيان عن أسفها "للكلام الذي صدر عفواً عن منبرها من قبل أحد ضيوفها، أمس، وهي إذ تشدد على احترامها المطلق لكرامة الشخص الإنساني بشكل عام، يهمها أن تجدد تقديرها الكامل لجميع الصحافيين والمندوبين الإعلاميين المعتمدين لديها بشكل خاص، وتوجّه إليهم كل التحية على جهودهم وتعبهم لأداء واجبهم المهني والوطني". (İLKHA)