دعا رئيس البرلمان التركي "كورتولموش" خلال خطاب له إلى تعليق عضوية الاحتلال الصهيوني في جميع المنظمات الدولية والأمم المتحدة.

أكد رئيس البرلمان التركي "نعمان كورتولموش" خلال جلسة استثنائية عقدتها الجمعية العامة للبرلمان التركي (TBMM) لمناقشة العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة، أن الوقت قد حان لاتخاذ خطوات ملموسة، معلنًا اقتراحه تعليق عضوية الاحتلال الصهيوني في جميع المؤسسات الدولية، بما فيها الأمم المتحدة، حتى توقف سياساتها الإجرامية.

وأشار "كورتولموش" في كلمته أمام النواب إلى أن البرلمان التركي سبق أن أصدر خلال الدورة التشريعية الـ28 ستة بيانات مشتركة وقرارات برلمانية تدين الجرائم والانتهاكات الصهيونية في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأوضح أن الاجتماع الاستثنائي اليوم جاء في ظل تصاعد العدوان الصهيوني على قطاع غزة، واستخدام المجاعة كسلاح فتاك ضد المدنيين، واستمرار محاولات ضم القطاع بشكل كامل، مؤكدًا أن ما يجري تجاوز كل أوصاف الإبادة والوحشية.

وقال: "ما ترتكبه إسرائيل لا يمكن وصفه بكلمات مثل الظلم أو المجازر أو الوحشية، فكلها أصبحت غير كافية. نحو 70 ألف إنسان، غالبيتهم من النساء والأطفال، قُتلوا بدم بارد. المستشفيات، والمدارس، ودور العبادة، والبنية التحتية المدنية دُمّرت عمدًا".

وأشار إلى أن الهجمات الأخيرة على مستشفى ناصر جنوب غزة أسفرت عن مقتل عشرات الأبرياء، بمن فيهم المرضى والطواقم الطبية والصحفيون، لافتًا إلى أن 33 من أصل 36 مستشفى في القطاع خرجت عن الخدمة.

"إسرائيل تستخدم الجوع كسلاح ضد الفلسطينيين"

وأكد "كورتولموش" أن حكومة الاحتلال الصهيوني تحرم سكان غزة عمدًا من الغذاء والدواء، وتحول حتى قوافل الإغاثة إلى أفخاخ قاتلة، وأضاف: "يجب على إسرائيل وقف عدوانها فورًا، والانسحاب الكامل من غزة، والسماح بإعادة الإعمار في إطار خطة إنسانية بإشراف الأمم المتحدة. ويجب أن تُدار غزة من قبل الفلسطينيين، تحت حماية قوات حفظ السلام الدولية".

"كل ما تقوم به إسرائيل انتهاك صارخ للقانون الدولي"

وانتقد "كورتولموش" بشدة السياسات الاستيطانية والتوسعية الصهيونية في القدس والضفة الغربية، مشيرًا إلى أن القوانين التي أقرها الكنيست مؤخرًا لحظر نشاط وكالة الأونروا ومنع وصول المساعدات الإنسانية هي انتهاكات فاضحة للقانون الدولي.

وقال: "إسرائيل ترتكب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وجرائم إبادة. يجب على المجتمع الدولي أن يضع حدًا لهذه الانتهاكات المتواصلة".

"دعم فلسطين مسؤولية إنسانية ووطنية"

وأوضح "كورتولموش" أن أصوات التنديد بالجرائم الصهيونية ترتفع من مختلف أنحاء العالم، وأن العديد من الدول الغربية بدأت تعيد النظر في مواقفها الداعمة للاحتلال الصهيونية، حيث يستعد بعضها للاعتراف رسميًا بدولة فلسطين، والبعض الآخر لفرض عقوبات ضد الاحتلال الصهيوني.

وأكد أن تركيا تلعب دورًا رياديًا في هذا الصدد من خلال البرلمان التركي، الذي استضاف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وشارك في تأسيس "مجموعة البرلمانات الداعمة لفلسطين" في إسطنبول، ويواصل دعمه لمنصة القدس البرلمانية.

"نقترح رسميًا تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة"

وختم "كورتولموش" كلمته بالتأكيد على أن "ما نشهده اليوم تجاوز حدود الكلمات، فشعبٌ يُباد أمام أعيننا، ويُترك ليواجه الموت جوعًا، لذلك، ومن هذا المنبر، أقترح على المجتمع الدولي تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة وجميع المنظمات الدولية إلى أن تتراجع عن سياساتها الإجرامية".

وأضاف: "البرلمان التركي، بجميع كتلته السياسية وأعضائه، سيواصل الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، والمطالبة بالاعتراف الواسع بدولة فلسطين، والسعي لإيقاف الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية، ومحاسبة المسؤولين عنها أمام العدالة الدولية".

وختم بالقول: "قضية فلسطين هي قضية إنسانية، إسلامية، وطنية وتاريخية بالنسبة لنا. وسنواصل دعمها حتى قيام دولة فلسطينية حرة ومستقلة وعاصمتها القدس الشريف". (İLKHA)