أعلن نائب رئيس حزب الهدى ورئيس لجنة حقوق الإنسان والشؤون القانونية في الحزب "إسحاق صاغلام" عن تنظيم ورشة عمل بعنوان "الحل الإنساني للقضية الكردية" يوم السبت 25 أكتوبر في مدينة وان.

جاء ذلك خلال لقاء صحفي عقده صاغلام مع ممثلي وسائل الإعلام في وان، حيث أوضح أن الورشة تأتي استكمالاً للفعاليات السابقة التي نظمها الحزب في دياربكر عامي 2015 و2024 تحت العنوان نفسه، والتي شارك فيها سياسيون، أكاديميون، وممثلون عن منظمات المجتمع المدني.

وأكد "صاغلام" في تصريحاته أن الحزب يهدف من خلال هذا اللقاء إلى طرح مقاربات واقعية وإنسانية لحل القضية الكردية بعيداً عن العنف والتهميش، وقال: "لسنا في مرحلة يمكن القول فيها: لم تعد هناك مشكلة كردية لأن الإرهاب انتهى والعنف توقف. هذا النوع من الخطاب قد يدفعنا إلى أزمات أكبر مستقبلاً. فالقضية الكردية ليست أزمة طارئة، بل هي متجذّرة منذ تأسيس الدولة".

وأضاف أن الحزب يسعى من خلال الورشة المقبلة إلى تقييم تجارب الحلول السابقة وبحث آليات جديدة تستند إلى العدالة والمساواة والاعتراف بالتنوع الثقافي، مشيراً إلى أن "تجاهل القضية أو دفنها تحت السجادة لا يحلها، بل يعمّقها".

وتحدث "صاغلام" عن الضغوط الفكرية والسياسية التي لا تزال تعيق حرية المعتقد والتعبير في تركيا، قائلاً: "ما زال في بلادنا من لا يستطيع ممارسة دينه بحرية بسبب فرض العلمانية كإيديولوجية رسمية، كما أن النظام القائم على القومية التركية يؤدي عملياً إلى تهميش المكوّنات الأخرى غير التركية".

كما أشار إلى أن عدم الاعتراف باللغة الكردية كلغة رسمية يعدّ دليلاً واضحاً على استمرار المشكلة، موضحاً:

"حتى اليوم عندما يتحدث نائب كردي بلغته في البرلمان، يتم إغلاق الميكروفون. هذا وحده كافٍ لإثبات أن القضية ما زالت قائمة".

وأكد "صاغلام" أن الهدف من الورشة ليس إثارة الخلافات، بل تعزيز الوحدة المجتمعية ضمن إطار التنوّع الثقافي، قائلاً: "نريد أن تكون اختلافاتنا مصدر غنى لا صراع. في تاريخ حضارتنا الإسلامية لم تكن الفوارق القومية سبباً للتمييز أو التفرقة، بل عاملاً في بناء مجتمع متماسك متعدد الثقافات".

ودعا "صاغلام" في ختام كلمته الصحفيين والمفكرين والمهتمين للمشاركة في ورشة “الحل الإنساني للقضية الكردية"، التي ستُعقد يوم السبت في وان، مؤكداً أن مخرجاتها ستُنشر لاحقاً في تقرير شامل يقدم توصيات عملية للحكومة وللرأي العام. (İLKHA)