نظمت منصة أنقرة للتضامن مع فلسطين (ANFİDAP) وقفة احتجاجية ضد الكيان الصهيوني المحتل لاستمراره في شن الهجمات على غزة رغم وقف إطلاق النار.

قرأ المحامي مصطفى أمين أوغلو، رئيس جمعية القدس والقانون، البيان الصحفي نيابة عن منصة أنقرة للتضامن مع فلسطين (ANFİDAP) أمام السفارة الأمريكية، ودعا إلى أن "تتخذ الدول الوسيطة خطوات رادعة لإيقاف إسرائيل".

وقال أمين أوغلو: "خلال العامين الماضيين، شهدت أعيننا جميعًا على الهواء مباشرة جميع أنواع التعذيب والظلم التي تعرض لها الأبرياء في غزة. لم يشبع القاتل الإسرائيلي من الدماء. كل شبر من أرض غزة البالغة مساحتها 365 كيلومترًا مربعًا قد تروى بالدم. ومع ذلك، لم يستسلم أبطال غزة. كما جاء في قصيدة الراحل عاكف، قاوموا وحدهم كل الدول الغربية ضد البشرية جمعاء. وبعد طوفان الأقصى، أعلن القاتل الإسرائيلي أنه سيجبر غزة على الركوع خلال بضعة أشهر، لكنه بقي عاجزًا على أرض غزة، ولم يتمكن من تحرير أسراه، ولم يصل إلى أهدافه. رغم كل قوته غير المتكافئة، ظل عاجزًا أمام أبطال غزة، حتى تدخل ترامب الأشقر العجوز البالغ من العمر 79 عامًا بخططه.

"قبل 15 يومًا، عرض مسرحية في شرم الشيخ بمصر"

وفي سياق تصريحه، نقل أمين أوغلو ما يلي: "كما يعلم الجميع، قبل 15 يومًا، تم عرض مسرحية في شرم الشيخ بمصر. وقد أعلن ترامب، الذي يصرح في كل فرصة بأنه أكبر داعم لإسرائيل، عن نفسه كـ 'رجل سلام' من خلال جمع جميع الدول خلفه. وكأنّه لم يكن شريكًا في الإبادة الجماعية من خلال تزويد إسرائيل بالأسلحة كل 12 ساعة، وكأنّه لم يحافظ على إسرائيل المهددة بالانهيار بمليارات الدولارات من المنح، وكأنّه لم يعلن عند توليه الرئاسة كممثل شكلي للولايات المتحدة عن طرده لغزة وهو يطيّع اللوبي الصهيوني، وتم إعلان ترامب شريك الإبادة ورجل السلام للعالم. واضطر الغزيون لتسليم الأسرى، وهم بطاقتهم الوحيدة، لكبح الإبادة ورفض التهجير بموجب وعود 'السلام'. وقد ظل الشعب الغزي العزيز، الذي يعيش تحت الإبادة، مكتوف الأيدي لدرجة أنه صدّق هذه المسرحية واعتمد على الدول الوسيطة وبالأخص تركيا".

"هل لديكم أي إجراء ضد قتل إسرائيل للأطفال؟"

وقال أمين أوغلو: "الشر المطلق، إسرائيل مبنية على الأكاذيب. ففي تاريخها الدموي الممتد 77 عامًا، خالفت إسرائيل القاتلة جميع وعودها وجميع الاتفاقيات دون استثناء. وكان واضحًا منذ البداية أنها ستنتهك هذا الهدنة كما انتهكت الهدن السابقة. إذ لم تُتخذ أي إجراءات حماية فعّالة لضمان تنفيذ الهدنة. نسأل أولئك الذين أعلنوا السلام بعد الإبادة في المسرحية بمصر والذين سخروا من الإنسانية: هل لديكم أي إجراء ضد قتل إسرائيل للأطفال؟ يجب وضع معادلات لوقف إسرائيل التي تعتبر نفسها فوق العالم وكل القوانين، وإلا فإن إسرائيل لن تتوقف عن قتل الغزيين أو ضم الضفة الغربية أو احتلال لبنان أو سوريا أو الأناضول. ومن الضروري تشكيل تحالف إنساني ضد الصهيونية التي تستمد وجودها من القتل".

وأضاف أمين أوغلو: "الدول التي أعلنت نفسها حارسة للسلام الدائم من خلال توقيع الاتفاقية في مصر لا تستطيع حتى ضمان استمرار عملية الهدنة. وهذا الواقع دمر سمعة الدول الوسيطة العاجزة عن وقف الإبادة منذ عامين. ويجب الآن الاعتراف بأنه لا يمكن إيقاف الصهاينة المتعطشين للدم عن طريق الاتفاقيات، بل يجب تأديبهم بالقوة الفعالة والرادعة. ويجب على جميع الدول التي تقف ضد الإبادة، وعلى رأسها تركيا التي هي المرشح الوحيد لقيادة هذا المسار، اتخاذ الإجراءات التالية فورًا لضمان استمرار الهدنة ووقف الدماء الجارية".

"يجب فرض حصار على جميع الوسائل البحرية والبرية والجوية الإسرائيلية لوقف الهجمات الإرهابية"

وفي متابعة حديثه حول التدابير الواجب اتخاذها، أوضح أمين أوغلو النقاط التالية:

"1- المبدأ الأهم في القانون الدولي، والشرط الأساسي لكون الدولة مختلفة عن الخارج عن القانون هو مبدأ 'الوفاء بالعهد'. هذا المبدأ الأساسي الذي تنتهكه إسرائيل الإبادة الجماعية في كل فرصة يجب ألا تعامل بموجب الدولة. يجب سحب قرارات الاعتراف بميليشيا إسرائيل كدولة فورًا وبشكل نهائي.

2- المواقف المتحيزة بوضوح لصالح إسرائيل التي اتخذتها الولايات المتحدة الأمريكية، الشريك المباشر في إبادة غزة، خلال عملية وقف إطلاق النار وبعدها، والسياسات المضللة وغير المسؤولة تجاه الدول الأخرى، يجب أن تُطرح باستمرار على طاولة النقاش من قبل جميع الدول المشاركة في العملية.

3- لوقف الهجمات الإرهابية التي تعيق دخول المساعدات الإنسانية، يجب فرض حصار على جميع الوسائل البحرية والبرية والجوية الإسرائيلية. يجب إغلاق المجالين الجوي والبحري أمام إسرائيل. يجب تطبيق حصار مضاد للحصار المفروض.

4- يجب اتخاذ خطوات لإغلاق جميع سفارات إسرائيل حول العالم، ويجب تصفير كل العلاقات مع إسرائيل بلا استثناء. نحن نعلم ونؤمن أن دم طفل غزي أهم من أي مصالح تُجنى من العلاقات مع إسرائيل القاتلة.

5- يجب بدء الإجراءات القضائية ضد الإسرائيليين مزدوجي الجنسية الذين يؤدي الرجال والنساء الخدمة العسكرية، أو الإسرائيليين من أصل تركي، إذ إن إيقاف إسرائيل ممكن فقط من خلال معاقبة هؤلاء الأشخاص الذين يشكلون إسرائيل.

6- لا يمكن إيقاف إسرائيل بواسطة أكاذيب ترامب المزخرفة، أو الإدانة، أو الاتصالات الدبلوماسية. الشيء الوحيد الذي يمكن أن يوقف إسرائيل هو إنشاء قوة سلام في غزة. يجب على الفور تشكيل قوة سلام في غزة تتألف من قوات عسكرية من الدول المجاورة، وعلى رأسها الجيش التركي، بالإضافة إلى الدول التي أظهرت موقفًا شرفيًا ضد الإبادة".

"إسرائيل الإبادية التي تقتل الأطفال بانتهاكها للهدنة تجهز لنهايتها"

واختتم أمين أوغلو قائلاً: "تظهر المظاهرات الجماهيرية التي تستمر في جميع أنحاء العالم، والتي تصل إلى الملايين، وأخيرًا تضامن أسطول صمود، أن عاصفة كبيرة ستندلع في العالم. الغضب تجاه الحصار الصهيوني وغزوات العقول يتزايد بسرعة في كل مكان، خاصة في عواصم أوروبا. إسرائيل الإبادية التي تقتل الأطفال بانتهاكها للهدنة تجهز لنهايتها. عندما تنهار إسرائيل، سيقع تحت الأنقاض أولئك الذين دعموا انهيارها. بصفتنا أنفيداب، نوجه هذه الدعوة إلى جميع دول العالم، وعلى رأسها بلدنا تركيا: يجب أن نكون في المكان الصحيح في مسار التاريخ، وأن تُنفذ جميع الخطوات الفعالة والرادعة لإيقاف إسرائيل، الشر المطلق، بلا أي تردد أو استثناء".

وبعد البيان الصحفي، ألقى الدكتور زاهر بي أوغلو، ممثل جمعية الدبلوماسية الفلسطينية (فيد) في أنقرة، كلمة قصيرة أعاد فيها التأكيد على دعمهم للشعب الغزي. (İLKHA)