نفت وزارة الخارجية الإيرانية صحة ما تردد عن أن طهران طلبت من السعودية التوسط لإحياء المفاوضات النووية المتوقفة مع الولايات المتحدة، حيث أوضح المتحدث باسم الخارجية إسماعيل بقائي أن الرسالة التي بعث بها الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى ولي العهد السعودي كانت مجرد رسالة شكر تتعلق بتسهيلات عودة الحجاج الإيرانيين خلال الحرب.

نفت وزارة الخارجية الإيرانية بشكل حازم التقارير التي تحدثت عن أن طهران طلبت من السعودية لعب دور الوسيط بينها وبين الولايات المتحدة بهدف إعادة إحياء المفاوضات النووية المتوقفة منذ سنوات.
وجاء النفي على لسان المتحدث باسم الوزارة إسماعيل بقائي، الذي أكد أن هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة وأن ما جرى تضخيمه إعلاميًا يتعارض تمامًا مع حقيقة مضمون الرسالة المتبادلة مع الرياض.

وأوضح بقائي أن الرسالة التي وجهها الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لم تتضمن أي إشارات إلى وساطات أو ترتيبات سياسية، بل كانت —على حد قوله— مجرد رسالة شكر على الدور الذي لعبته المملكة في تسهيل عودة الحجاج الإيرانيين في ظل ظروف الحرب.

وأكد المتحدث الإيراني أن الحديث عن وساطة أو وسطاء “مسألة ثانوية”، مضيفًا أن جوهر المشكلة يكمن في السياسات الأمريكية تجاه إيران. وقال إن واشنطن “لا تتعامل بالجدية اللازمة” فيما يتعلق بموضوع المفاوضات النووية، بل تعتمد على “سياسة الإملاءات والاشتراطات” بدلًا من التفاهمات الدبلوماسية المتعارف عليها.

وشدد بقائي على أنه لا يمكن الحديث عن مفاوضات ذات معنى طالما ظلّت الولايات المتحدة متمسكة بهذا النهج، معتبرًا أن العودة إلى طاولة الحوار تتطلب تغيرًا واضحًا في السلوك الأمريكي، وليس البحث عن وسطاء أو قنوات خلفية.

وأشار المتحدث باسم الخارجية إلى أن العلاقات بين إيران والسعودية تشهد تطورًا إيجابيًا منذ استئنافها عام 2023، وأن طهران “تولي أهمية كبيرة لهذه العلاقات”، لكنه شدد على أن رسالة الرئيس بزشكيان لا علاقة لها مطلقًا بملفات التفاوض مع الولايات المتحدة أو بالبرنامج النووي.

وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه المنطقة تحركات دبلوماسية متسارعة، بينما تبقى المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة في حالة جمود منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق عام 2018، رغم محاولات أوروبية وإقليمية لإحياء المسار. (İLKHA)