تشتدّ المواجهات العسكرية بين تايلاند وكمبوديا لليوم الخامس على التوالي وسط سقوط ضحايا ونزوح واسع للسكان، في حين أعلن رئيس الوزراء التايلاندي المكلّف أنوتين تشارنفيراكول أنه سيجري اتصالاً بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يحاول – وفق ادعاءاته – استعادة “الهدنة” التي قال إنه ساهم في تحقيقها سابقاً بين البلدين.

تواصلت الاشتباكات العسكرية بين القوات التايلاندية والكمبودية على طول الحدود المشتركة الممتدة لـ817 كيلومتراً، مع دخول المواجهات يومها الخامس عقب اندلاعها في أكثر من نقطة حدودية.
وتأتي هذه التطورات وسط ارتفاع حصيلة الضحايا إلى ما لا يقل عن 20 قتيلاً وأكثر من 200 جريح، فيما اضطرت مئات الآلاف من العائلات إلى النزوح بعيداً عن مناطق القصف العنيف.

وفي خضم هذا التصعيد، أعلن رئيس الوزراء التايلاندي المكلّف أنوتين تشارنفيراكول، الجمعة، أنه سيجري محادثة هاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تمام الساعة 21:20 بالتوقيت المحلي.
ويأتي الاتصال في وقت يحاول فيه ترامب – بحسب تصريحاته – “إنقاذ” وقف إطلاق النار الذي قال في وقت سابق من هذا العام إنه نجح في التوصل إليه بين البلدين.

ترامب، الذي كرّر على مدى الأيام الماضية أنه سيهاتف قادة تايلاند وكمبوديا من أجل إنهاء القتال، استغلّ كلمة له خلال “حفل الكونغرس” مساء الخميس ليقدّم نفسه كزعيم عالمي يعمل على “تحقيق السلم”.

وخلال تصريحاته، قال:
“حللنا ثمانية حروب… تخيّلوا. ثمانية حروب. وبشأن تايلاند وكمبوديا، قد نحتاج فقط إلى بعض المكالمات لإعادة الأمور إلى مسارها.”

هذه العبارات أثارت موجة انتقادات واسعة من المحللين والخبراء، الذين وصفوا خطاب ترامب بأنه “ساخر وغير جدي”، مشيرين إلى أن مواقفه الداعمة للعدوان على غزة، وتدخّلاته الهجومية ضد فنزويلا، ودوره غير البنّاء في الحرب الأوكرانية تتناقض تماماً مع صورة “الوسيط المحايد” التي يحاول رسمها لنفسه.

ويعود آخر تصعيد كبير على الحدود التايلاندية–الكمبودية إلى يوليو الماضي، حين اندلعت مواجهات استمرت خمسة أيام، ادّعى ترامب آنذاك أنه تدخل هاتفياً لإقناع الطرفين بوقف إطلاق النار.

ومع تدهور الوضع الإنساني مجدداً، ومع غياب بوادر جديّة لحل دبلوماسي، يرى مراقبون أن تدخل واشنطن – إن حدث – لن يغيّر الكثير على الأرض، وأن الأزمة مرشّحة للتفاقم ما لم يتم التوصل إلى تسوية مستدامة توقف القصف وتحمي المدنيين العالقين في مناطق النزاع.  (İLKHA)