نشرت جمعية موروثنا تقرير القدس 2025، الذي أعدته خلال مؤتمر صحفي عقد في أحد الفنادق إسطنبول، ويقدم التقرير تفاصيل حول الانتهاكات المستمرة في القدس والمسجد الأقصى، بالإضافة إلى الأوضاع الصعبة في الضفة الغربية وغزة.

وشارك في المؤتمر كل من رئيس جمعية موروثنا "محمد دميرجي" وعضو مجلس أمناء المسجد الأقصى الدكتور "فخري أبو دياب"، ومدير مركز أبحاث ودراسات القدس، الدكتور "عبدالله عمر"، والدكتور علي إبراهيم متخصص في شؤون القدس، بالإضافة إلى الصحفي والكاتب مصطفى طويل.

محمد دميرجي: "محاولة محو هوية القدس"

في كلمته، أشار "محمد دميرجي" إلى أن الاحتلال الصهيوني قد ضاعف من هجماته على القدس والمسجد الأقصى هذا العام، مشددًا على أن الهجمات والانتهاكات ضد الفلسطينيين في القدس قد زادت بشكل غير مسبوق مقارنة بالسنوات السابقة، وقال: "إسرائيل، ومنذ عام 2023، كثفت محاولاتها لمحو هوية القدس والمسجد الأقصى، في محاولة لتغيير تاريخ المدينة العريق، وعلى الرغم من هذه الهجمات، لم نلتزم الصمت، بل عملنا على زيادة نشاطاتنا في الدفاع عن هوية القدس."

وأضاف دميرجي أن الجمعية نظمت ما يقارب 2000 فعالية في أنحاء تركيا لتعريف الشعب الفلسطيني ومعاناته في القدس والمسجد الأقصى، بما في ذلك التعاون مع وزارة التعليم في تركيا. وقال: "في عام 2026، نطمح لزيادة هذا العدد وتوسيع نطاق فعالياتنا."

الدكتور فخري أبو دياب: "الاحتلال يهدف إلى محو هوية القدس"

أكد عضو مجلس أمناء المسجد الأقصى الدكتور فخري أبو دياب، أن الاحتلال الصهيوني يستهدف محو هوية القدس من خلال تغيير معالمها التاريخية والثقافية. وقال: "الاحتلال لا يستهدف فقط المدينة، بل يستهدف تاريخها ورمزها. منذ عام 1967، ومنذ أكتوبر 2023، شهدنا زيادة ملحوظة في الهجمات ضد هوية القدس، بما في ذلك محاولات تغيير معالم المناطق المحيطة بالمسجد الأقصى".

وأضاف أبو دياب أن الاحتلال نفذ العديد من عمليات الحفر في المناطق المحيطة بالمسجد الأقصى لإعادة رسم تاريخ المدينة وفقًا لأيديولوجيته الخاصة.

الدكتور عبدالله عمر: "الاحتلال حول الضفة الغربية إلى مركز للظلم"

تحدث مدير مركز أبحاث ودراسات القدس الدكتور "عبدالله عمر" عن الأوضاع الصعبة في الضفة الغربية، حيث أوضح أن الاحتلال الصهيوني حول السياسات القمعية في الضفة إلى سياسة رسمية من قبل الحكومة الصهيوني.

وأضاف: "عام 2025 شهدت الضفة الغربية أعلى معدلات الظلم والانتهاكات من قبل الاحتلال، بما في ذلك هدم المنازل وتدمير المحاصيل الزراعية".

وأوضح عمر أن نحو 36,000 فلسطيني تم إجلاؤهم قسرًا من مخيمات اللاجئين في مناطق مثل نار شمس و جنين، وأشار إلى أن الاحتلال الصهيوني قام بتنفيذ 1,600 هجوم على المدنيين في الضفة.

الدكتور علي إبراهيم: "مواصلة استهداف الفلسطينيين في الضفة الغربية"

وأوضح خبير شؤون القدس الدكتور علي إبراهيم أن الفلسطينيين في الضفة الغربية يعانون من عمليات طرد مستمرة من أراضيهم، بالإضافة إلى عمليات الحفر والتدمير التي تقوم بها إسرائيل لطمس معالمها التاريخية، وأضاف: "الاحتلال الإسرائيلي يسعى لفصل المناطق الفلسطينية في الضفة من خلال إنشاء المستوطنات وقطع الطرق بين المدن".

مصطفى طويل: "التكامل العربي ضروري لمواجهة إسرائيل"

أكد الصحفي والكاتب مصطفى طويل على ضرورة استعداد الدول العربية لشن معركة جادة ضد الاحتلال الصهيوني من أجل التخلص من الاحتلال في المنطقة.

وأضاف: "غزة تعرضت لأبشع الهجمات. اليوم، لم يعد الأمر يتعلق بالمساعدات الإنسانية فقط، بل نحن بحاجة إلى تدخل عسكري حاسم لدعم غزة والوقوف ضد الاحتلال".

تفاصيل إضافية من التقرير

أشار تقرير غزة إلى أن 70,667 فلسطينيًا استشهدوا في الهجمات الصهيونية على غزة، بينهم 20,000 طفل، بالإضافة إلى إصابة 171,151 شخصًا، بينهم العديد من الحالات الحرجة والمصابين بإعاقات دائمة، كما ذكر التقرير أن 1,793,700 شخص تم تهجيرهم، مع تدمير 320,622 وحدة سكنية.

في الضفة الغربية، بلغ عدد الشهداء 359 شخصًا، وأصيب 3,200 آخرين، بينما تم اعتقال 10,133 شخصًا، من بينهم 450 طفلًا و 87 امرأة.

مساهمات جمعية موروثنا في القدس

أشار رئيس وحدة الإعلام في جمعية موروثنا "نهاد طوبجو" إلى أن الجمعية قدمت العديد من المساعدات للفلسطينيين في القدس، حيث تم تقديم 750 بطاقة غذائية و4.85 مليون ليرة تركية للمحتاجين في القدس. بالإضافة إلى ذلك، وزعت الجمعية 19.97 مليون ليرة تركية كزكاة على العائلات المحتاجة، وأرسلت 10,200 وجبة إفطار خلال شهر رمضان.

وأكد "طوبجو" في الختام  أن الجمعية قامت بتنفيذ العديد من المشاريع لدعم الفلسطينيين في القدس، مثل توفير المواد التعليمية للأطفال، وتوزيع الأدوية، والقيام بإصلاحات للمرافق الصحية. (İLKHA)