الأستاذ محمد علي كونول: الإسهام في بناء مسار جديد

يسلّط الأستاذ محمد علي كونول في مقاله الضوء على إعلان حزب العمال الكردستاني "وداع السلاح"، مشكّكًا في مصداقية هذا التحوّل في ظلّ سجلّ طويل من العنف والتناقضات الأيديولوجية، ويؤكد أن السلام الحقيقي يتطلب مراجعة جادّة للماضي، وتوافقًا صادقًا مع هوية المجتمع الكردي وقيمه.
كتب الأستاذ محمد علي كونول مقالاً جاء فيه:
قبل سبعة وأربعين عامًا، تأسس حزب العمال الكردستاني (PKK) في قرية "فيس"، ومنذ ذلك الحين، خاض مسيرةً مسلّحة شابتها الكثير من التناقضات، كانت في حقيقتها أقرب إلى صراع مع شعبه لا من أجله، القرى التي اقتُحمت، الأطفال والنساء الذين قُتلوا، الشباب الذين زُجّ بهم في الصراع، والمنازل التي أُحرقت، كانت بمعظمها كردية، وعلى مدار عقود ارتُكبت انتهاكات جسيمة باسم الحرية، تحت ظلال المجازر والعنف.
أمس، أعلن الحزب في مراسم رمزية "وداع السلاح"، الجميع، رغم الجراح العميقة، يريد أن يصدّق، فمناخ السلم والهدوء، دون شك يظل الخيار المفضّل على أجواء الحرب والدمار، لكن هل تكفي الكلمات الحالية لتكون ضمانة لما قد يحدث غدًا؟
هناك مؤشرات تُضعف الثقة في هذا التحوّل، فالحزب في مسيرته لم يكتفِ بالكفاح المسلّح، بل ارتبط بدعم حركات اجتماعية تخالف القيم الدينية والأخلاقية لغالبية الشعب الكردي، وتبنّى خطابًا يتصادم مع هوية الكرد العقائدية، كما أن تجاهل سنوات من الظلم، والتعامل مع الماضي وكأنه لم يكن، يزرع الشك في نفوس كثيرين حول صدقية المسار الجديد.
تجارب مماثلة في العالم تمنح بعض الأمل، ففي إيرلندا الشمالية، ودّع الجيش الجمهوري الإيرلندي (IRA) السلاح، وكذلك فعلت حركة "إيتا" (ETA) في إقليم الباسك بإسبانيا، وحركة "أجيه الحرة" (GAM) في ماليزيا. هذه النماذج نجحت في الانتقال إلى مسارات سياسية سلمية، فهل تسير الأمور في الاتجاه نفسه مع حزب العمال الكردستاني؟
واقع الحال يشير إلى أن الحزب فشل خلال عقود في تجميع أصوات الشعب الكردي واليسار التركي حول مشروع اشتراكي، وهو ما دفعه إلى التحوّل نحو خطاب عنصري جديد، المفارقة أن قادته أنفسهم بدأوا بالتصريح أن الاشتراكية قد انتهت صلاحيتها، وهو ما كان كثيرون يشيرون إليه منذ سنوات، غير أن الرهان على الخطاب العنصري لن يحقق نجاحًا، لا سيما في مجتمع كردي يغلب عليه الطابع الإسلامي المحافظ، ويرفض العنصرية بطبعه، فلا يمكن تعميم المزاج المحلي أو النخبوي على الشارع الكردي العام.
إن بناء مستقبل بلا سلاح ممكن فقط بدعم شعبي حقيقي، وإن نُقلت القضية من الميدان المسلّح إلى الفضاء السياسي، فقد يكون ذلك بداية صحوة جديدة، لا للحزب فقط بل للمنطقة بأسرها، غير أن الغموض الذي يلفّ المرحلة القادمة، والهشاشة التي تُحاط بها هذه التحوّلات، وغياب الثقة الواضح، حتى في خطاب الرئيس رجب طيب أردوغان بالأمس، كلها إشارات تدعو إلى الحذر.
الرجاء الصادق أن تنتهي هذه المرحلة بشكل سلمي، وأن يجد الشعب الكردي – بل وكل شعوب المنطقة – الطمأنينة التي يستحقها، أما إذا كانت هذه التحوّلات مجرد غطاء لخطة خفية أو مناورة سياسية، فإن النتيجة ستكون خيبة أمل كبيرة، قد لا تحتملها الدولة ولا الأحزاب، بما فيها "العدالة والتنمية" أو "DEM" أو حتى "الحركة القومية".
لهذا، فإن مسؤولية الجميع هي في التعاطي مع هذا التحوّل بأقصى درجات الحذر والوعي، لأن كل خطوة في هذا الطريق هي حجر أساس على طريق السلام المجتمعي الحقيقي. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يؤكد الأستاذ محمد إشين أن وقف العنف بين الأكراد خطوة إيجابية، لكن حقوق الشعب الكردي يجب أن تُحترم دون مساومة، مع ضرورة تعزيز الوحدة بين الشعوب لمنع الانقسامات التي تؤدي إلى الهزيمة
شدّد الأستاذ عبد الله أصلان أن إحراق أسلحة تنظيم PKK الإرهابي ليس نهاية لمسار طويل من الإجرام، بل خطوة رمزية لا تُغني عن المحاسبة، والاعتراف، وتحقيق العدالة.
أكد الأستاذ محمد أشين في مقاله أن الأمة الإسلامية تعاني منذ قرن من هيمنة القوى الإمبريالية والصهيونية، لكن مقاومة غزة كسرت وهم التفوق الصهيوني وأصبحت رمزًا لتحرير الأمة، وأعرب عن تفاؤله بأن النصر قريب بإذن الله.