الأستاذ محمد إشين: غزة هي معركة الأحزاب في زمننا

يشبه الأستاذ محمد إشين صمود غزة اليوم بصمود المؤمنين في غزوة الأحزاب، حيث واجهت الحصار والعدوان بصبر وإيمان، فكانت مقاومتها بشارة للنصر وتحقيق الحرية للقدس والأمة.
كتب الأستاذ محمد إشين مقالاً جاء فيه:
كانت معركة الخندق، أو كما ورد اسمها في القرآن الكريم غزوة الأحزاب، واحدة من أخطر وأهم معارك التاريخ الإسلامي. وقعت في مارس عام 627م (السنة الخامسة للهجرة)، عندما حاصر المشركون من قريش ومعهم قبائل غطفان المدينة المنورة مدة سبعةٍ وعشرين يومًا.
انطلق المشركون بجيشٍ قوامه عشرة آلاف مقاتل، هدفهم القضاء على الإسلام في مهده، والاستيلاء على المدينة، وقتل النبي ﷺ وأصحابه. وكعادته ﷺ، استشار أصحابه، فأشار سلمان الفارسي بحفر خندق حول المدينة، فكانت فكرة لم يعرفها العرب من قبل، وأصبحت استراتيجية فاصلة في مجريات المعركة.
استمر الحصار أيامًا عصيبةً، واشتدت الأزمة بخيانة يهود بني قريظة من الداخل، فواجه المسلمون امتحانًا قاسيًا كشف عن جوهر الإيمان، فميز بين المؤمنين الصادقين والمنافقين.
نزلت حينها سورة الأحزاب تحمل العبر والدروس، مصورة حال المؤمنين في تلك اللحظات العصيبة:
(إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا، هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً) الأحزاب 10-11
أما المنافقون فقالوا كما حكى عنهم القرآن:
(ما وعدنا الله ورسوله إلا غرور) اً الأحزاب 12
بينما قال المؤمنون الصادقون وهم يرون جموع العدو تزحف نحوهم:
(هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله، وما زادهم إلا إيماناً وتسليماً) الأحزاب 22
ثم جاء نصر الله المبين، فانصرف العدو من غير أن يحقق شيئاً.
وعندها أعلن النبي ﷺ قائلاً:
"الآن نغزوهم ولا يغزونا، نحن نسير إليهم."
ثم توجّه ﷺ إلى يهود بني قريظة الذين خانوا العهد في أثناء الحصار، وأوقع بهم العقوبة العادلة على خيانتهم، ليكونوا عبرةً لمن بعدهم.
ومضت أربعة عشر قرنًا، حتى عادت صورة الأحزاب من جديد، ولكن في غزة.
تكرّر المشهد، بل بصورةٍ أشد وأقسى.
فقد عاشت غزة عامين كاملين تحت الحصار والعدوان المستمر، لا سبعةً وعشرين يومًا فقط.
في معركة الأحزاب لم يتمكن المشركون من دخول المدينة،
أما العدو الصهيوني فقد توغل داخل غزة، واقتحم البيوت، وقتل النساء والأطفال،
ودمر المستشفيات والمدارس والمساجد، وقصف من البر والبحر والجو بلا هوادة، بينما خان الداخل والخارج ممن باعوا ضمائرهم للعدو الصهيوني، فزرعوا الفتنة والفوضى في الأرض.
ومع كل ذلك، ثبتت غزة.
لم تخف من الدبابات والصواريخ والطائرات والبوارج،
ولم تنكسر رغم الجراح والدمار، بل ازداد إيمان أهلها وثباتهم.
كانت كلماتهم على ألسنتهم:
"حسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير."
وبالصبر والمقاومة انتصر أهل غزة على عدوهم في ميدان الإيمان قبل الميدان العسكري.
وكما ألقى الله الرعب في قلوب المشركين يوم الأحزاب، ألقى الخوف والرعب في قلوب الصهاينة وأعوانهم،
فلم يبلغوا أهدافهم، واضطروا إلى إعلان وقف إطلاق النار والتراجع وهم يجرون أذيال الهزيمة.
لقد كانت غزة، كما كانت الأحزاب، امتحانًا حقيقيًا للإيمان، ميّزت بين الصادق والمنافق، وثبتت الصفوف، وطهّرت القلوب، وانسحاب الصهاينة ليس تراجعًا عابرًا أو تكتيكيًا، بل هو هزيمة عميقة مادية ومعنوية، تمثل بداية النهاية لمشروعهم الاستيطاني.
إن التاريخ يعيد نفسه...
فكما قال النبي ﷺ يوم الأحزاب:
"الآن نغزوهم ولا يغزونا" فاليوم، بعد صمود غزة، آن لها أن تبادر وتتحرك بخطى النصر القادمة.
وحين كان الصحابة يحفرون الخندق، صادفوا صخرةً صلبةً استعصت عليهم،
فدعوا النبي ﷺ، فأخذ المعول وضربها ثلاث ضربات، فتناثرت كأنها رمل ناعم،
وكان في كل ضربة بشارة فتح، فقال ﷺ:
"أُعطيت مفاتيح الشام، ثم فارس، ثم اليمن، ورأيت قصورهم من مكاني هذا."
كانت تلك الضربات رمزًا لوعد بالنصر والتمكين.
وكما تحققت وعود النبي ﷺ بعد الخندق، فإن نصر غزة اليوم هو بإذن الله بشارة لتحرير القدس، ومفتاح لحرية الأمة كلها. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
أكد الأستاذ "إسلام الغمري" نائب رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والإستراتيجية في مقال له، أن كواليس قمة شرم الشيخ تكشف عن مساعٍ أمريكية لفرض تسوية جديدة تُقصي المقاومة وتعيد إنتاج "صفقة القرن" بصيغة ناعمة، مشيراً إلى أن المنطقة تقف أمام مفترق طرق، بين تهدئة مشروطة أو تصعيد جديد ترسمه سيناريوهات متضاربة.
يؤكد الأستاذ محمد أوزجان أن صمود حماس وشعب غزة يمثل رمزًا للمقاومة والكرامة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي المستمر، وأن حماس تظل الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، فيما يتحتم على المجتمع الدولي حماية الفلسطينيين ومحاسبة المعتدين لضمان سلام عادل وحقيقي.
يرى الأستاذ حسن ساباز أن جائزة نوبل للسلام تحوّلت إلى أداة بيد القوى الغربية تُمنح لمن يخدم مشروعها لا من يصنع السلام، معتبرًا أن منحها لماريا كورينا ماتشادو مثال واضح على ذلك، وأن ترامب حُرم منها فقط لأنه لم يكن بعدُ الأداة الأكثر طواعية.
يعلن الأستاذ محمد كوكطاش أن أخطر أنواع الإرهاب في تركيا هو "الإرهاب الصامت" الذي يستهدف القيم الإسلامية والاجتماعية دون سلاح أو تفجير، مؤكدًا أن الكمالية والتنظيمات الماركسية لعبت الدور الأكبر في هذا الانحراف، فيما يواصل العلماء والمصلحون جهودهم لإحياء الإسلام في المجتمع.