الأستاذ محمد أيدن: سلطة الإعلام وأي قوة تقوده؟
يسلّط الأستاذ محمد أيدن الضوء على تحوّل الإعلام من ناقلٍ للخبر إلى أداةٍ فاعلة في توجيه الوعي وصناعة الواقع، متسائلًا عن الجهات التي يستند إليها والأهداف التي يخدمها بعيدًا عن مصلحة الناس.
كتب الأستاذ محمد أيدن مقالاً جاء فيه:
في السنوات الأخيرة، تجاوز الإعلام كونه مجرد وسيلة لنقل الأخبار، ليصبح فاعلًا مركزيًا في تشكيل الوعي العام، فما نراه ونقرأه ونسمعه عبر مختلف المنصات لم يعد يقتصر على عرض الأحداث، بل بات يؤثر بعمق في إدراكنا للواقع، وفي أفكارنا الفردية، بل وحتى في حالتنا النفسية، وفي ظل هذا القصف الإعلامي المتواصل، تبرز تساؤلات مشروعة أكثر من أي وقت مضى:
إلى أين يُسنِد هذا الإعلام؟
وما الذي يسعى إلى تحقيقه فعلًا؟
عند التأمل في "المنتجات" الإعلامية المتداولة، يتبين أن الجهة التي يستند إليها هذا الإعلام، كما الأهداف التي يلاحقها، ليست في كثير من الأحيان محل خير أو مصلحة عامة، فالواضح أن قوته لا تُستمد من الناس، ولا أن الناس هم غايته الحقيقية.
لطالما نُظر إلى الإعلام على أنه مرآة المجتمع، غير أن السؤال الأهم: من يقف خلف هذه المرآة؟ ومن يمنح أولئك الذين يعكسون القبح والفساد هذا القدر من النفوذ؟ أسئلة كبيرة تبقى في الغالب بلا إجابات صريحة.
الإعلام في كثير من الأحيان، لا يقدّم "الحقيقة" كما هي، بل يعرض "حقيقة مصنوعة" أو واقعًا مُعاد تشكيله ليبدو حقيقيًا، وهنا تتجلى خطورة مصدر قوته؛ فالإعلام قد لا يكون أداة لتشكيل الرأي العام بقدر ما يكون هو نفسه مُشكَّلًا ومُوجَّهًا، فهل الإعلام حقًا صوت الشعب؟ أم أنه آلية تعمل لخدمة مصالح قوى أخرى؟
الظاهر والمعلوم أن معظم المؤسسات الإعلامية تُسنِد ظهرها إلى منظومات شديدة القوة؛ دول، وحكومات، وشركات عملاقة، أو جماعات مصالح محددة، وغالبًا ما تخضع كبرى المنصات الإعلامية لتأثير القوى السياسية والاقتصادية والثقافية المهيمنة.
في هذا السياق، لا يُعرض على الشاشات ولا يُكتب في الصحف ما هو كائن فعلًا، بل ما يُراد له أن يكون.
وبفعل عائدات الإعلانات والرعايات وسطوة المال، تصرف الإعلام عن خدمة الصالح العام، ليقدّم محتوى يروّج للاستهلاك، ويمارس هندسة الوعي، ويدير الإدراك الجمعي وفق أجندات محددة.
تتراجع القيم والأخلاق والمعتقدات، لتحل محلها ثقافة النقر والاستهلاك، وحين يتطلب الأمر إفسادًا، لا يتردد هذا الإعلام في استخدام أكثر الأساليب دهاءً وخبثًا.
فهل من مخرج؟ وهل يمكن للإعلام أن يُسنِد ظهره إلى المكان الصحيح؟
نعم يمكن ذلك، لكن الأمر لا يتحقق بإرادة طرف واحد، فالمسؤولية مشتركة بين الإعلام والجمهور.
على الإعلام أن ينطلق من احتياجات الناس الحقيقية، وأن يلتزم بالصدق، وأن يعالج القضايا بضمير حي، دون التفريط بقيمه ومبادئه، وألا يخشى النقد أو الإدانة في سبيل الحق، كما ينبغي له أن يفضّل إمكاناته المتواضعة وكسبه النزيه على أموال مشبوهة تأتي من أيادٍ لا تعرف الحلال.
وفي المقابل، يقع على عاتق الناس دعم الإعلام الصادق والموثوق، فعند البحث عن الخبر أو المعرفة، لا ينبغي الانجراف خلف الشائع أو الرائج، بل اختيار المنصات التي تقف مع الحق، وتتحرى الصدق، وتعمل بضمير.
فإعلام بلا قيم خطر، وجمهور بلا وعي شريك في الخلل. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يؤكد الأستاذ حسن ساباز أن تصاعد الغضب داخل المجتمع الأمريكي لا يرتبط فقط بالاعتبارات الإنسانية لغزة، بل برفض الطبقة الوسطى لإنفاق أموالها على دعم الاحتلال دون عائد، ما دفع واشنطن لمحاولات تضليل الرأي العام بقضايا جانبية.
يؤكد الأستاذ عبد الله أصلان أن نجاح مسار إنهاء العنف في تركيا مرهون بجدية التنفيذ على الأرض، ولا سيما نزع السلاح وحسم البعد السوري بوصفه عنصرًا حاسمًا في العملية، ويخلص إلى أن السلام المستدام لا يقوم على حسابات الربح السياسي، بل على تحييد العنف ليكون الوطن بأكمله هو المنتصر.
أكد الأستاذ محمد كوكطاش أن المجتمع وصل إلى مرحلة خطيرة من التدهور الأخلاقي والقيمي، محذرًا من أن استمرار هذا الانحدار قد يؤدي إلى أن يستبدل الله هذا المجتمع بغيره إن لم يُصلح نفسه ويعود إلى طريق الحق.