الأستاذ صلاح الدين يلدريم: أداء الأمانة

يسلط الأستاذ صلاح الدين يلدريم الضوء على الأمانة كقيمة محورية في الإسلام، مبينًا ارتباطها الوثيق بالكفاءة والاختصاص في أداء المسؤوليات، ومحذرًا من العواقب الوخيمة التي تترتب على إسناد المهام لغير أهلها.
كتب الأستاذ صلاح الدين يلدرم مقالاً جاء فيه:
لا شك أن أداء المهام والواجبات بإتقان هو من دلائل الإيمان الصادق، بل هو من أوضح علامات المؤمن، كما جاء في قوله تعالى: "الَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ"
وفي موضع آخر يؤكد المولى سبحانه وتعالى على هذا المبدأ بقوله:
"إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ" (
تجمع هذه الآية الكريمة بين قاعدتين أخلاقيتين وقانونيتين في غاية الأهمية: الأمانة والعدل، وهما من المبادئ الكبرى التي بُني عليها النظام الإسلامي في السياسة والاجتماع والقضاء، وقد نظر إليها المفسرون باعتبارها آية شاملة تؤسس لأهم معالم الدين والشريعة.
تُعد الأمانة في المفهوم الإسلامي مصطلحًا واسعًا يشمل مختلف مناحي الحياة، ويتعدى مجرد ردّ الودائع إلى أهلها، في القرآن الكريم والسنة النبوية، تأتي الأمانة أحيانًا بمعنى المسؤولية أو المنصب أو الواجب، وفي هذا السياق، تُعد كل مهمة اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية تمسّ شؤون الأمة "أمانة"، وعدم الوفاء بها يُعد "خيانة".
وقد قال النبي ﷺ لأبي ذر الغفاري حين طلب منه تولي منصب إداري:
"يا أبا ذر، إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها" (
وهذا الحديث يضع معيارًا واضحًا: المسؤولية ليست شرفًا يُطلب، بل أمانة عظيمة لا ينبغي أن تُمنح إلا لمن يملك الكفاءة والقدرة على حملها.
وفي حديث آخر رواه البخاري، عدّ النبي ﷺ خيانة الأمانة من علامات النفاق:
"آية المنافق ثلاث... وإذا اؤتمن خان"، وهي تحذير صارخ من خطورة التلاعب بالثقة العامة.
يروي الإمام جلال الدين الرومي قصة رمزية تحمل دلالات عميقة حول أهمية الكفاءة والاختصاص.
فحين تساءل بعض أمراء السلطان محمود عن السبب وراء تخصيص أجر مرتفع لعبده "إياس"، لم يجبهم السلطان فورًا، بل قرر أن يثبت لهم عمليًا الفرق بين الكفاءة والشكليات.
أرسل السلطان ثلاثين أميرًا لسؤال قافلة مارة عن وجهتها وحمولتها وتفاصيلها، لكنهم فشلوا في جمع المعلومات بشكل دقيق.
بينما عاد "إياس" بعد دقائق بمعلومات شاملة ودقيقة عن القافلة: مصدرها، وجهتها، حمولتها، عدد الركاب، وعدد المسلحين فيها.
حينها قال السلطان:
"هل فهمتم الآن لماذا أعطيته أجر ثلاثين رجلًا؟ بل هذا الأجر قليل في حق خدمته".
لقد فشل النبلاء في أداء مهمة بسيطة لأنهم لا يملكون الكفاءة، بينما نجح "العبد" لأنه كان أهلًا لها.
قال رسول الله ﷺ: "إذا وُسِّد الأمر إلى غير أهله، فانتظر الساعة"
وهذا الحديث لا يتحدث فقط عن علامات الساعة الكبرى، بل عن الانهيار التدريجي لأي مجتمع يُقدَّم فيه الولاء على الكفاءة، والمحسوبية على الاستحقاق. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يندد الأستاذ نشأت توتار بالعنف المستمر في غزة ويسلط الضوء على ضرورة وحدة الدول الإسلامية لتعزيز الأمن والاستقرار، كما دعا لضرورة إنشاء آليات رقابية فعالة لضمان تنفيذ اتفاق الهدنة وحماية المدنيين.
يرى الأستاذ محمد كوكطاش أن الحرائق تحاصرنا من كل جهة، مادية ومعنوية، من غزة وكربلاء إلى الفساد واللامبالاة، لكنه رغم كل الألم لا يفقد الأمل في انطفاء النيران برحمة الله.
بيّن الأستاذ آيهان أكتان حقيقة الوحشية الصهيونية عبر شهادة ألون مزراحي، اليهودي الشرقي المناهض، الذي فضح المجازر ودعا إلى التمسك بالإنسانية والضمير، كما دعا إلى ضرورة أن يتحلى القادة الصامتون بالشجاعة والمسؤولية لمواجهة الظلم والدفاع عن الكرامة والعدالة.