الأستاذ محمد كوكطاش: مهما كانت الظروف فالصلاة أولًا

يشدد الأستاذ محمد كوكطاش على أن الصلاة تظل محور حياة المسلم مهما كانت الانشغالات، حتى في قلب المعارك. ويذكّر بأن دعم قضايا الأمة، كغزة، لا يكتمل إلا بحفظ الصلة بالله وإقامة الصلاة.
كتب الأستاذ محمد كوكطاش مقالاً جاء فيه:
حين نتصفح كتاب الله، تتوقف أعيننا أحيانًا عند آية تبدو كأنها أُدرجت في غير موضعها، لكنها في الحقيقة وُضعت بعناية إلهية لتوقظ القلب وتعيد ترتيب الأولويات. من هذه الآيات، قول الله تعالى:
(حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى، وقوموا لله قانتين) (البقرة: 238)
ما يلفت النظر هنا، ليس فقط مضمون الآية، بل موضعها كذلك؛ فهي تتوسط سلسلة طويلة من الأحكام الشرعية المتعلقة بالزواج، والطلاق، والعدة، والرضاعة، والميراث... فجأة، وبدون مقدمات ظاهرية، يقطع السياق الفقهي هذا كله، ويأمرنا الله: "حافظوا على الصلاة".
لماذا؟
لأن الصلاة ليست هامشًا في الحياة، بل هي عمودها، وهي ميزان الاستقامة في غمرة التفاصيل، وكأن الله يقول لنا: "أيًّا تكن انشغالاتكم، ومهما تعقّدت أموركم، لا تتركوا الصلاة، لا تدعوها تتأخر أو تُهمَل، فأنتم بشر... وقد تنسون، وقد تنشغلون، لكن الصلاة هي التي تعيد لكم التوازن وتذكّركم من أنتم ولماذا خلقتم."
وهذا المعنى نفسه يتجلى في الأذان، حين ينادي المنادي: "الله أكبر!"
في لحظة غفلة، وسط زحام الحياة أو انهماك العمل، يدوي صوت السماء: "قف، تأمل، تذكّر!"
هي وقفة تنقلنا من الأرض إلى السماء، من الهمّ إلى السكينة، من التفاصيل الصغيرة إلى الهدف الأكبر.
ولعل هذا المعنى يبلغ ذروته في سورة النساء، حيث يأمر الله المؤمنين بالصلاة حتى في قلب المعركة، في لحظة اشتداد القتال، واحتدام الخطر، حيث يترنح الميزان بين الحياة والموت، يقول الله:
"وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة..."
ويُفصّل كيف تُقام الصلاة في جماعة، وكيف تُراعى الحيطة والحذر، وكيف لا تُترك ولو للحظة واحدة.
أي دين هذا الذي يربط السماء بالأرض في قلب النار؟
أي عظمة أن تكون الصلاة واجبة وأنت في خندق الحرب؟
لأنها ليست حركة جسد، بل ارتباط قلب، وتجديد عهد، وتأكيد أن الهدف ليس فقط النصر، بل إعلاء كلمة الله.
وغزة... هذه الجرح النازف في قلب الأمة، والتي شغلتنا عامين كاملين – وما زالت – هي امتحان للضمير قبل أن تكون حدثًا سياسيًا، لقد ملأت وجداننا وأحاديثنا ودعاءنا، ولكن – وهنا موضع التذكير – لا ينبغي أن يشغلنا وجعها عن إقامة صلتنا بالله، فما الذي ننشده لغزة وأهلها؟ النصر؟ نعم. العدل؟ حتمًا. ولكن قبل كل ذلك وبعده، أن يعبد الله في الأرض، وأن يُقام دينه كما يريد سبحانه.
لا نُطالب بأن نقلل من الحماسة أو الاندماج، لكن أن نُبقي أرواحنا معلّقة بالمحراب، وقلوبنا عامرة بالخشوع، وأن تكون القضية وسيلةً للاقتراب من الله لا عائقًا عن أداء حقه.
فلتكن غزة طريقًا إلى الإخلاص، لا بابًا للغفلة.
جمعتكم مباركة، وصلاتكم مقبولة، وقلوبكم معلّقة بعزّ هذا الدين. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يؤكد الأستاذ محمد أوزجان أن تصريحات الدول الغربية بشأن الاعتراف بفلسطين تخفي خلفها نوايا استعمارية، مشددًا أن زوال الاحتلال لا يكون إلا بالمقاومة، لا بالمؤتمرات والبيانات المزخرفة.
يؤكد الأستاذ عبد الله أصلان أن السلام والاستقرار الحقيقيين في غزة والمشرق لن يتحققا دون محاسبة الاحتلال الإسرائيلي وتحرك دولي فعّال، مشيراً إلى أن الاعتراف بفلسطين وحده لا يكفي دون ضمان حماية أمنها واستقرارها.
كتب الأستاذ "إسلام الغمري" نائب رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والإستراتيجية ضمن المقالة العاشرة من سلسلة (10 - 10) من سلسلة: من الأزمة إلى النهضة… رؤية إنقاذ وطن، ما يلي: