الأستاذ حسن ساباز: رسم أولويات أعمالنا

يكشف الأستاذ حسن ساباز أن الولايات المتحدة، التي لم تُهاجم منذ ثمانين عامًا، كانت السبب في مقتل الملايين ودمار عشرات الدول، ومع تغيير اسم "وزارة الدفاع" إلى "وزارة الحرب"، تدخل مرحلة جديدة من العدوان والشر.
كتب الأستاذ حسن ساباز مقالاً جاء فيه:
منذ فترة طويلة كان أهم ما يشغل أولويات أعمالنا موضوع غزة.
نتحدث ونكتب عن الهجمات غير الإنسانية، وعن الموت جوعًا، وعن استهداف الصحفيين، وعن الجهود المبذولة لفتح ممرات إنسانية، وعن الاحتجاجات.
إن إبقاء هذه القضية في صدارة الاهتمام، والحفاظ على الحساسية تجاهها أمر مهم بلا شك؛ لكننا أحيانًا، ومن دون أن نشعر، ننجرّ وراء من يخططون لملء جدول أعمالنا.
في ألاسكا اجتمع الأمريكيون والروس، وتحدث العالم عن ذلك لأيام، لكن تبيّن لاحقًا أن شيئًا لم يتغير ميدانيًا، وأنها لم تكن سوى مواجهة استعراضية للقوة بين الطرفين.
أمريكا أعلنت للعالم كله أن وزارة الدفاع بات اسمها وزارة الحرب، وأعلنت بذلك بداية مرحلة جديدة.
فلنطرح سؤالًا:
كم بلدًا هاجمته أمريكا خلال 80 عامًا، وكم بلدًا هاجم أمريكا؟
عام 1945 ألقت القنبلة الذرية على اليابان وقتلت مئات الآلاف من المدنيين.
1945 الصين، و1950 كوريا.
منذ 1955 وحتى اليوم خمس مرات في غواتيمالا.
1958 إندونيسيا، 1959 كوبا.
1964 الكونغو ولاوس، 1965 جمهورية الدومينيكان.
من 1961 حتى 1973 فيتنام.
1969 كمبوديا.
1982 لبنان.
1983 غرينادا.
من 1981 حتى 1986 السلفادور.
1986، 1989، 2011 ليبيا.
من 1981 حتى 1990 نيكاراغوا.
مرات عديدة ضد إيران كان آخرها عام 2025.
1991 و2003 العراق.
1992 الصومال.
من 2001 حتى 2021 أفغانستان.
وهناك سوريا أيضًا.
هذا فضلًا عن الهجمات التي نفذها أو دعمها عبر الكيان الصهيوني المحتل، والانقلابات التي دبرها في بعض الدول.
وفي هذه الهجمات يمكن أن نجد عشرات الأمثلة على استهداف مواكب الأعراس، والمساجد، والطائرات المدنية، والمدارس.
حسنًا، خلال كل هذه الفترة: أي بلد أو بلدان هاجمت أمريكا؟
باستثناء هجوم اليابان على القاعدة العسكرية بيرل هاربر عام 1941 أثناء الحرب العالمية الثانية، لا شيء!
أي أن أمريكا، ومنذ 80 عامًا، لم تتعرض لهجوم من أي دولة، لكنها شنت هجمات على أكثر من 20 بلدًا، استمرت في بعضها لسنوات طويلة.
لقد نهبت موارد الدول، واستخدمت أسلحة كيميائية ونووية، واغتالت شخصيات، وحصلت على أموال طائلة من عصابات المخدرات لاستخدامها في عمليات استخباراتية قذرة، ونفذت انقلابات أظهرت مرارًا وتكرارًا أنها لا تقيم وزنًا لإرادة الشعوب.
وكل هذه المجازر والهجمات كانت تُدار من البنتاغون تحت اسم وزارة الدفاع.
فماذا سيتغير أو ما الذي سيتبدل الآن بعد أن غيّروا الاسم إلى وزارة الحرب؟
نعم في هذه الأيام هناك احتمال لشن حرب ضد فنزويلا، وإذا لم تتمكن أمريكا من تدبير انقلاب في صفوف الجيش الكولومبي فقد تهاجم كولومبيا أيضًا.
كذلك يُتحدث عن احتمال شن هجوم على إيران.
أما في شمال سوريا، فإن أمريكا رغم مطالبة تركيا بخروج قوات PKK-PYD من المنطقة ضمن مسار "تركيا بلا إرهاب"، تعلن أنها ستزيد من دعمها لهذه التنظيمات بالسلاح، وهي تفعل ذلك وهي تعلم أن التوتر القائم قد يصل إلى حرب.
أما بعد أن تبيّن أنها أعطت الضوء الأخضر للهجوم الصهيوني على قطر، بل وأبلغت السلطات القطرية به بعد وقوعه، فسوف يتضح مع مرور الوقت مدى فراغ شعار "الصديق والحليف".
هل هناك خطط جديدة لاحتلالات وحروب؟
ينبغي على كل الدول التي لم تربط وجودها بوجود أمريكا أن تفكر جديًا فيما يحدث، وألا تنجر وراء الأجندات الأمريكية، يجب أن يُدرك تمامًا أن كل أجندة تصنعها أمريكا ليست إلا وسيلة لإخفاء خطة أو هجوم جديد.
وبدلًا من الاكتفاء بتحليلات تستند إلى هجمات الكيان الصهيوني، يجب أن نكون دائمًا في حالة تأهب، وأن نتحرك فورًا للاستعداد للرد على أي هجوم محتمل.
بل إن الأفضل من ذلك هو القيام بالخطوات التي تؤلم الكيان الصهيوني قبل أن يهاجم، أو تقديم كل أشكال الدعم لمن يستطيع القيام بذلك. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يندد الأستاذ عبد الله أصلان بالهجمات الإسرائيلية المسعورة على دول المنطقة، ويدعو فورًا إلى تعزيز الدفاع الإقليمي الشامل.
أكد الأستاذ "إسلام الغمري" نائب رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والإستراتيجية في مقال له، أن ما حدث في الدوحة والضربة الفاشلة أمس تمثل خسارة حقيقية للولايات المتحدة وهي ثقة الحلفاء، مؤكداً أن هذه الخسارة لا يمكن ترميمها بسهولة، إن لم يكن من المستحيل ترميمها.
أشار الأستاذ "إسلام الغمري" نائب رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والإستراتيجية في مقال له، إلى أن ما حدث في الدوحة أمس هو حلقة جديدة في مسلسل العربدة الصهيونية الذي يتسع بلا ضوابط ولا قيود.