الأستاذ يحيى أوراش: مأساة التعليم في غزة

يسلط الأستاذ يحيى أوراش الضوء على مأساة أطفال غزة المحرومين من التعليم والطفولة الآمنة وسط الدمار المستمر، كما يؤكد على أن حقهم في التعلم ليس ترفًا، بل مستقبل الأمة وواجب الإنسانية.
كتب الأستاذ يحيى أوراش مقالاً جاء فيه:
مع بداية الموسم الدراسي في معظم دول العالم، تنتظر الأطفال بفرح وحماس اليوم الأول في المدرسة، لكن أطفال غزة يعيشون واقعًا مختلفًا تمامًا، هؤلاء الأطفال الذين هم جزء من أمتنا ونراهم كإخوة، محرومون من هذه الفرحة، ويكافحون للبقاء على قيد الحياة وسط الأنقاض، في انتظار وصول المساعدات الغذائية، ويحاولون النجاة في ظروف قاسية للغاية.
لقد أصبحت الطائرات الحربية وقاذفات القنابل في سماء غزة بالنسبة لهم شيئًا مألوفًا يشبه لعبة الطائرات الورقية، بينما تحرمهم الحرب من التعليم والطفولة الآمنة.
أطفال غزة الذين يكبرون في ظل الحرب محرومون بالكامل من بيئة تعليمية آمنة تحافظ على أحلامهم وآمالهم في المستقبل.
يواصل قادة الحرب والأذرع الإمبريالية العالمية، إضافة إلى قوات الاحتلال الإسرائيلي، ارتكاب المجازر بحق المدنيين في غزة بلا هوادة، بطريقة وحشية وبربرية.
الاحتلال الإسرائيلي يواصل تدمير المنازل والمرافق العامة دون تمييز، بما في ذلك المساجد والمستشفيات والأسواق والمدارس، في حين يتمتع أطفال مجتمعه بكل الامتيازات، بالمقابل أطفال غزة محرومون من أبسط حقوقهم، ما يجعلهم عرضة للانتهاكات المستمرة دون رادع.
وفي الوقت الذي يلتزم فيه العالم الحديث بالقوانين الدولية عند وقوع أي تهديد لأطفاله، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني، واتفاقية جنيف، واتفاقية حقوق الطفل، فإن هذه الحقوق تُحجب عن أطفال غزة، الذين يُجبرون على العيش في ظل ظروف قاسية وانتهاكات مستمرة.
ووفقًا لمدير مكتب الإعلام في حكومة غزة، فإن الاحتلال الإسرائيلي حرم نحو 785 ألف طالب من التعليم للسنة الثالثة على التوالي، بينما 25 ألف معلم غير قادرين على ممارسة مهنتهم نتيجة الهجمات المتواصلة، كما تعرضت أكثر من 95٪ من مدارس القطاع لأضرار جسيمة، وأكثر من 90٪ دُمرت بالكامل، ويحتاج العديد منها لإعادة الإعمار، وقد استهدف الاحتلال الإسرائيلي 622 مبنى مدرسيًا مباشرًا، أي حوالي 80٪ من المدارس في المنطقة.
ولم تقتصر الهجمات على المباني فقط، إذ فقد 13,500 طالب و830 معلمًا وموظفًا، و193 أكاديميًا وباحثًا حياتهم خلال الهجمات، في حين تعرضت المدارس التي تستخدم لإيواء المهجرين الفلسطينيين أيضًا لأضرار كبيرة.
ويصف المسؤول الفلسطيني هذه الأحداث بأنها استهداف منهجي لحق التعليم وحرم الأجيال من مستقبلهم، مؤكدًا أنها انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني، واتفاقية جنيف، واتفاقية حقوق الطفل. فالهجمات في غزة ليست مجرد آثار جانبية، بل تهدف بشكل مباشر إلى تدمير أساسيات الحياة المدنية.
ودعا المسؤول الفلسطيني المجتمع الدولي إلى التحرك فورًا لوقف هذه الجرائم ومحاسبة قوات الاحتلال على ما ارتكبته ضد الطلاب والمعلمين والبنية التحتية التعليمية.
إن صمت العالم وغياب المساءلة يجعل الأطفال في غزة يدفعون ثمنًا باهظًا لأخطاء الكبار، في حين يواصل المحتل تدمير مدارسهم وطمس مستقبلهم، وكأن حقوقهم في التعليم والحياة مسألة ثانوية لا تستحق الذكر.
إن أطفال غزة ليسوا مجرد أرقام، بل هم مستقبل أمة بأكملها، وحقهم في التعليم هو حق إنساني لا يجوز التنازل عنه. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يؤكد الأستاذ محمد كوكطاش أن الخطر الأكبر على تركيا سيأتي من داخل الناتو نفسه، في ظل ازدواجية التزامات الحلف تجاه أنقرة ومصالحه مع شركاء آخرين.
يكشف الأستاذ محمد علي كونول عن تعثر سفن أسطول الصمود في الموانئ ومنعها من الإبحار نحو غزة، مشيرًا للعجز العربي وخضوع الدول لهيمنة الاحتلال وأمريكا، ومؤكدًا أن غزة تبقى رمز العزة والكرامة وبوصلة الأمل في زمن الانكسارات.
يمجد الأستاذ محمد آيدين روح الإنسانية في قوافل الأمل المبحرة نحو غزة، محملة بالعطاء والرحمة، لتضيء طريق العيون المظلمة، وتكون رمزًا للوحدة والتضامن والوفاء.