الكوليرا تضرب مناطق واسعة من دارفور بوتيرة متسارعة وسط نقص حاد في الخدمات الطبية، وتحذيرات أممية من كارثة إنسانية وشيكة.

تشهد مناطق شاسعة من إقليم دارفور في السودان تفشيًا مقلقًا لوباء الكوليرا، وسط تحذيرات من منظمات محلية ودولية من تدهور حاد في الأوضاع الصحية، خاصة في مراكز ومخيمات النزوح، ووفق بيان صادر عن المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين، بلغ إجمالي عدد الإصابات المؤكدة منذ بداية انتشار المرض 7268 حالة، بينها 309 حالات وفاة، في دلالة واضحة على سرعة انتشار المرض واتساع نطاقه في الإقليم المنكوب.

ويتركز التفشي في مناطق ومخيمات مثل طويلة، جبل مرة، نيالا، زالنجي، وشعيرية، حيث تسجل يوميًا عشرات الإصابات الجديدة، في ظل ضعف البنية التحتية الصحية ونقص الكوادر والإمدادات الطبية. وأكد المتحدث باسم المنسقية، آدم رجال، أن منطقة طويلة تعد الأكثر تضررًا، بتسجيلها ما يزيد عن 4400 إصابة، من بينها 75 وفاة، في حين لا تزال عشرات الحالات تخضع للعزل والعلاج وسط ظروف صعبة.

المعسكرات والمناطق الريفية المحيطة لم تكن بمنأى عن الخطر، حيث تم تسجيل مئات الحالات في مناطق طبرة، تبسة، قولو، جلدو، نيرتيتي، روكيرو، فنقا، ودربات، إلى جانب مناطق أخرى مثل سورتوني، كلمة، عطاش، دريج، السلام، وأزوم، ما يؤكد انتشار المرض في جميع أرجاء الإقليم.

وتواجه السلطات والمنظمات الإنسانية تحديات جسيمة في الاستجابة للوباء، وسط تردي الأوضاع الأمنية وانهيار الخدمات الأساسية، مما يعرقل جهود التدخل السريع. وفي هذا السياق، أطلقت منظمة الصحة العالمية نداءً عاجلًا للتحرك الفوري، داعية إلى توفير الإمدادات الطبية والدعم اللوجستي اللازم، محذّرة من أن استمرار انتشار الكوليرا يهدد حياة الآلاف في مناطق النزوح ويزيد من تعقيد الوضع الإنساني الكارثي في السودان. (İLKHA)