الأستاذ عبد القادر توران: لماذا يكذبون؟

يُوضح اللأستاذ عبد القادر توران تورط بعض السياسيين والصحفيين في الشرق الأوسط بالكذب والتضليل بشكل ممنهج، ليس كشكل فردي، بل كجزء من ولائهم للقوى الخارجية، فالكذب لديهم ليس مجرد خداع، بل هو تجديد لعهد الخضوع لأسيادهم، تمامًا كما تفعل الجيوش التابعة في قمع شعوبها.
كتب الأستاذ عبد القادر توران مقالاً جاء فيه:
نشهد ذلك يوميًا: مسؤولون في حزب سياسي يدير نصف البلاد عبر البلديات، وصحفيون مخضرمون داعمون لهم، يكذبون علنًا لماذا؟
نحن، كمسلمين، نعتبر الكذب ضعفًا فرديًا، لكن أكاذيب السياسيين والصحفيين تتجاوز ذلك بكثير.
لقد أدركنا التفوق الغربي في العلوم والتكنولوجيا، لكننا لم ندرك بعد علومهم الاجتماعية، ولم نفهم دور "الدعاية" في السياسة الغربية، حتى نستوعب ذلك، لا يمكننا القول إننا لحقنا بالغرب في هذا المجال.
ما نواجهه اليوم هو كذبٌ ممنهج، هؤلاء السياسيون والصحفيون يكذبون عن قصد، وبشكل مدروس.
تخيلوا لو أن أحدًا كذب في القرون الأولى من التاريخ الإسلامي، ماذا كان سيحدث؟ كان سيفقد كل مصداقيته، ولم يكن أحد ليأخذ عنه حتى حديثًا نبويًا.
أما في أوروبا الغربية اليوم، فلو كُشف أن سياسيًا كذب علنًا، فسوف ينتهي مستقبله السياسي، فهل يمكننا أن نقول الشيء نفسه عن السياسيين المتأثرين بالغرب في بلادنا؟
في الحضارة الإسلامية، كان الكاذب يفقد مكانته بالكامل، في الغرب، السياسي الذي يكذب يُقصى من المشهد.
لكن ماذا عن السياسي التابع للغرب في منطقتنا؟ عندما يكذب، فإن قيمته تزداد عند الغرب!
كما نسمع عن "جيوش الشرق الأوسط"، هناك أيضًا "سياسة الشرق الأوسط" و"إعلام الشرق الأوسط".
ما هي "جيوش الشرق الأوسط"؟ إنها جيوش تعتمد شرعيتها على دعم القوى الخارجية، وتخوض حروبها ضد شعوبها، وكلما زادت مواجهتها لشعوبها، ارتفع شأنها لدى الغرب وحصلت على المزيد من الدعم.
أما "سياسيّ الشرق الأوسط" و"صحافيّ الشرق الأوسط"، فهما النسخة المدنية لهذه الجيوش، والمتحكم الفعلي فيهم ليس مجرد "الغرب"، بل جهات محددة، على رأسها اليهود، هؤلاء السياسيون والصحفيون يستمدون شرعيتهم من العمل وفق أجندة الغرب ومواجهة قيم شعوبهم.
بالنسبة إلينا، هذا عارٌ وخيانة، أما بالنسبة لهم، فهو فرصة ثمينة لكسب الدعم الدولي، هم يؤدون دور الشرير، ومن خلاله يحصلون على القيمة التي يريدونها.
لكنهم ليسوا أصحاب القرار، بل أدوات منفذة، أسيادهم هم من يقررون الشر المطلوب، وهم ينفذونه.
الأسياد هم من يملكون الشخصية والقرار، أما المطلوب من هؤلاء السياسيين والصحفيين فليس أن يكون لهم رأي أو موقف، بل أن يكونوا أدوات بلا شخصية!
عدم الكذب يمنح الإنسان شخصية قوية، لأن الصدق موقف، لكن الأسياد لا يريدون عبيدًا لهم شخصية، بل يريدون عبيدًا يضحون بشخصياتهم من أجلهم، العلاقة بين الطرفين هي بيعٌ للشخصية.
وهؤلاء السياسيون والصحفيون يدركون ذلك جيدًا، لذلك هم يتعمدون الكذب، لإثبات ولائهم لأسيادهم، ولإظهار أنهم مستعدون للتخلي عن كل شيء من أجلهم.
المسألة أعقد من أن تُختصر في مقال واحد، لكن باختصار: الأسياد يطالبون بتسليمٍ كامل دون قيد أو شرط. وهؤلاء السياسيون والصحفيون يكذبون علنًا ليقولوا لهم" :نحن بلا شخصية، لقد وهبنا أنفسنا لكم، لا قرار لنا، نحن جاهزون لتنفيذ أوامركم دون نقاش".
وبالتالي، بالنسبة لهم، الكذب ليس مجرد كذب، بل هو عهد ولاء لأسيادهم، وتأكيد على أنهم مستعدون لفعل أي شيء لهم، وكل كذبة جديدة هي تجديد لهذا العهد.
وهذا لا يختلف عن استهداف "جيوش الشرق الأوسط" للنساء والأطفال بالأسلحة الكيميائية، فالأمر في جوهره خضوعٌ واستسلامٌ مطلق.
والآن، فلنفكر مجددًا، اليوم لا يترددون في افتراء الأكاذيب على الأبرياء والشعب.
فماذا سيفعلون إذا وصلوا إلى السلطة؟ (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
دعا الأستاذ عبد الله أصلان إلى تطهير تركيا من العناصر الضارة في المنتجات والأيديولوجيات والقوانين، مشيرًا إلى مخاطر الكحول والمخدرات والفساد الغذائي، كما انتقد القوانين التي تروج للفساد الأخلاقي وحذر من تأثير قانون المناخ على استقلال تركيا، مؤكدًا أن التخلص من الفكر الكمالي ضروري لتحقيق النهضة.
أكد الأستاذ عبد الله أصلان أن ورشة عمل حزب الهدى في ديار بكر تناولت حل القضية الكردية بحلول إنسانية، دون المساس بوحدة الدولة، ومع ذلك، أثار مستشار الرئيس جدلًا واسعًا باتهام المشاركين بالخيانة، ما لاقى ترحيبًا من معارضي أردوغان، هذا الموقف يثير تساؤلات حول محاولات فرض أجندات سياسية، ويجب معالجة القضايا بوضوح للوصول إلى حلول عادلة ومستدامة.
يناقش الأستاذ محمد أشين نتائج ورشة العمل التي نظمتها حزب الهدى حول "حل إنساني للمسألة الكردية"، مشيراً إلى أن الحل يكمن في الابتعاد عن العنف والصراع، وأن العقلية القومية الكمالية هي السبب الجذري للأزمة، كما يشدد على ضرورة التحرر من الفتن وبناء دولة قائمة على التنوع والعدالة، ويؤكد على أهمية تطبيق الحلول من خلال مزيد من النقاش والورش العملية لتحقيق التغيير.