لفت النائب عن حزب الهدى في غازي عنتاب "شهزاده دمير"، الأنظار إلى المأساة الإنسانية المتواصلة في غزة، مؤكدًا ضرورة أن يتحرك العالم بأسره بشكل موحد في مواجهة هذا الإبادة الجماعية.

سلّط نائب رئيس حزب الهدى ونائب غازي عنتاب "شهزاده دمير"، في مؤتمر صحفي عقده في البرلمان التركي الضوء على الإبادة الجماعية في غزة. وقال دمير: "في غزة المحاصرة، يُترك الناس للجوع ويُساقون إلى الموت. هذه إبادة جماعية تحدث أمام أعين العالم الحديث".

"الحاجة إلى تدابير أكثر جدية أمر معلوم للجميع"

واستهل دمير مؤتمره الصحفي بتقديم تعازيه لعمال الغابات وموظفي هيئة البحث والإنقاذ (AKUT) الذين توفوا أثناء تدخلهم في حريق الغابة في منطقة سيد غازي بولاية إسكي شهير، مذكّراً بأن حرائق الغابات لا تزال مستمرة في إسكي شهير، بيليجيك، ساكاريا، أفیون، باليكسير، وكارابوك.

وقال دمير في بقية كلمته: "كل حريق يؤدي إلى كارثة كبيرة، وغاباتنا للأسف تتحول إلى رماد. الحاجة إلى تدابير أكثر جدية أمر معلوم للجميع... نأمل ألا تحدث هذه الحرائق مجددًا، وأن يتم إخماد الحرائق القائمة في أقرب وقت ممكن، وأن نحمي غاباتنا بطريقة ما".

"الحل الدائم في غزة لا يتحقق إلا بانسحاب القوات الصهيونية بالكامل"

وأكد دمير أن الإبادة الجماعية غير الإنسانية في غزة تزداد فظاعة يومًا بعد يوم، وقال: "خطة الممر الجديدة للكيان الصهيوني التي تقسم خان يونس إلى قسمين تُظهر بوضوح عدم صدق عرض وقف إطلاق النار المزعوم لمدة 60 يومًا. هذا الوضع يُظهر أن الهدف الحقيقي للاحتلال هو العودة إلى سياسات الحرب. الحل الدائم في غزة لا يتحقق إلا بانسحاب القوى الصهيونية بالكامل ورفع الحصار".

"مأساة شعب يُراد القضاء عليه بالقصف المستمر وصلت إلى مستوى لا يُحتمل"

وأضاف دمير قائلاً: "في غزة المحاصرة، يُترك الناس للجوع ويُساقون إلى الموت. هذه إبادة جماعية تحدث أمام أعين العالم الحديث. مأساة شعب يُراد القضاء عليه بالجوع، والتهجير القسري، والقصف المستمر، وصلت إلى مستوى لا يُحتمل".

"القرارات المتخذة في كولومبيا لها أهمية كبيرة في فرض الحصار على الكيان الصهيوني"

وأشار دمير إلى قمة غزة التي عُقدت في كولومبيا بقيادة مجموعة لاهاي، وقال إن القرارات المتخذة هناك تحمل أهمية تاريخية. وأضاف: "خاصة قرارات منع نقل الأسلحة والذخيرة والوقود العسكري والمعدات العسكرية والمواد مزدوجة الاستخدام إلى إسرائيل عبر السفن التي ترفع أعلام الدول الموقعة، ومراجعة جميع العقود العامة فورًا لمنع العطاءات العامة والتمويلات التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني للأراضي الفلسطينية، لها أهمية كبيرة في فرض الحصار على الكيان الصهيوني".

"ندعو الرأي العام العالمي إلى اتخاذ خطوات أكثر حزمًا وواقعية"

ودعا دمير إلى إنهاء الظلم الواقع على شعب غزة، وقال: "يجب أن يقول الضمير الإنساني 'كفى' لهذه الوحشية. ومن أجل أن نكون صوت إخواننا في غزة وأن نوقف هذا الظلم، ندعو الرأي العام العالمي إلى اتخاذ خطوات أكثر حزمًا وواقعية".

"البرامج التي تدمّر مؤسسة الأسرة تضعف البنية الروحية للمجتمع"

وتناول دمير موضوع المسلسلات غير الأخلاقية المتزايدة في السنوات الأخيرة والتي تدمر الأسرة، قائلاً: "إن وجود برامج في وسائل الإعلام تدمّر مؤسسة الأسرة، وتروّج للزنا والخيانة، وتطبع هذه الأمور، وتُعلي من شأن اللامسؤولية الفردية، يضعف البنية الروحية للمجتمع".

"يجب إنتاج محتوى إعلامي بديل يعزز مؤسسة الأسرة"

وأوضح دمير أن الدعم المادي لتشجيع الزواج ليس كافيًا لحماية وتقوية مؤسسة الأسرة، وقال: "من أجل تعزيز مؤسسة الأسرة، يجب إنشاء بنية تحتية تُعزز الوعي الثقافي والاجتماعي والروحي إلى جانب الدعم الاقتصادي. وفي هذا السياق، يجب سنّ قوانين جذرية تتعلق بالإعلام؛ كما يجب فرض رقابة صارمة على المحتوى الذي يدمّر القيم الأخلاقية. يجب إنتاج ودعم محتوى إعلامي بديل يعزز الوعي الروحي للمجتمع ومؤسسة الأسرة. وإلا فإن بنية الأسرة والقيم الاجتماعية ستواجه انهيارًا كبيرًا".

"انزلاق سوريا مجددًا إلى الحرب الأهلية يهدد المنطقة بأسرها"

وأشار دمير إلى الفوضى الداخلية في سوريا ومحاولات الكيان الصهيوني لإقامة نظام فوضوي في المنطقة، وقال: "في هذه المرحلة، يقوم الكيان الصهيوني بتوسيع مناطق الاحتلال الفعلي داخل الأراضي السورية ويعمّق الأزمة بهجماته. وانزلاق سوريا مجددًا إلى الحرب الأهلية لا يهدد السوريين فقط، بل المنطقة بأسرها. والطريقة الوحيدة للتخلص من هذا التهديد هي إقامة نظام تُجمع فيه الأسلحة والسلطة بيد الإدارة الشرعية فقط. ويجب على جميع الأطراف أن تتحرك مع إعطاء الأولوية لرفاه وأمن الشعب".

"يجب على دول المنطقة أن تتخذ موقفًا موحدًا ضد التوترات العرقية والطائفية"

ودعا دمير إلى الوحدة والتضامن لإفشال مخططات الكيان الصهيوني والولايات المتحدة في المنطقة، وقال: "ينبغي على دول المنطقة دعم الإدارة الشرعية من أجل استقرار سوريا، واتخاذ موقف موحد ضد التدخلات الخارجية والتوترات العرقية والطائفية". (İLKHA)