وجّه منبر التضامن مع فلسطين في أنقرة نداءً عاجلاً إلى الرئيس أردوغان، داعيًا إلى إطلاق عملية إنسانية فعلية تجاه غزة، محذرًا من أن الأزمة الإنسانية في القطاع قد بلغت مرحلة حرجة تهدد بكارثة إنسانية جماعية.

وطالب منبر التضامن مع فلسطين في أنقرة (ANFİDAP)، في بيان صحفي أُعلن خلال اجتماع عُقد في قاعة جمعية "أسما كوبرو للطلاب الدوليين" في أنقرة، الحكومة التركية بالشروع الفوري في إرسال مساعدات إنسانية إلى غزة عبر الجو أو البحر دون انتظار إذن دولي، مؤكدًا أن الوقت قد حان للتدخل المباشر.

"نقطة اللاعودة في غزة"

أوضح المتحدث باسم المنبر المحامي "مصطفى أمين أوغلو" أن غزة دخلت مرحلة أصبحت فيها المجاعات الجماعية واقعًا يوميًا، مشيرًا إلى وفاة أكثر من 20 شخصًا بسبب الجوع خلال 24 ساعة فقط. وقال: "نحن الآن في نقطة اللاعودة. الناس يسقطون مغشيًا عليهم من شدة الجوع أثناء انتظارهم في طوابير الإغاثة. الطلب على مطابخ الإغاثة التي لا تتجاوز طاقتها 10 إلى 20 ألف شخص قد تجاوز القدرة على الاستيعاب. لقد فقدت الإنسانية صبرها، وحان وقت القول: كفى!".

"نخاطب الرئيس بمسؤولية تاريخية ودينية ووطنية"

وأكد "أمين أوغلو" أن أعداد الضحايا في غزة باتت لا تُحصى، وأن الوضع يهدد البشرية بكارثة غير مسبوقة. وأضاف:
"نجتمع اليوم لنحمّل الرئيس مسؤولية تاريخية، ودينية، ووطنية. هذه دعوة باسم 34 منظمة مجتمع مدني تركية تشكل منبر التضامن مع فلسطين، من أجل تحرك حقيقي ينقذ ما تبقى من غزة."

"باسم الإنسانية... تحركوا"

وقرأ البيان الصحفي نيابة عن المنبر رئيس جمعية (جيهان نوما) "سَمي أوكوموش"، ووجّه رسالة إلى الشعب التركي والعالم أجمع قائلاً:
"شهد التاريخ مآسي كثيرة، لكن ما يجري في غزة منذ عامين يُعد جريمة غير مسبوقة، وسط صمت دولي وتواطؤ قوى عالمية. الصهاينة ارتكبوا جرائم بحق الأطفال، الرضع، والمرضى دون أن يواجهوا أي رادع، بل يحصلون على الدعم العسكري والمالي من عدة دول، في مقدمتها الولايات المتحدة."

"إلى متى نظل عاجزين؟"

وتساءل "أوكوموش" بحرقة: "إلى متى سنبقى صامتين أمام قتل الأطفال جوعًا؟ متى سنعترف أن المؤتمرات والدبلوماسية لم تعد تجدي؟ هل آن أوان قلب الطاولة؟".

دعوة لعملية تركية إنسانية مستقلة

وخاطب "أوكوموش" الرئيس أردوغان ووزير الخارجية "هاكان فيدان" قائلًا:
"لم تعد أدوات الدبلوماسية كافية. استخدموا القدرات التكنولوجية التي تملكها تركيا لإطلاق عملية إنسانية مستقلة نحو غزة. اختبروا إمكانية الوصول إلى القطاع عبر الطائرات أو السفن غير المأهولة، وادعموا المبادرات الشعبية مثل 'مادلين' و'حنظلة'، يجب أن نكون مستعدين لتحمل العواقب الاقتصادية والسياسية من أجل إنقاذ الأبرياء."

"الوقت قد حان لاتخاذ خطوة تكسر كل الحسابات"

واختتم "أوكوموش" كلمته بدعوة صريحة إلى تحرك بلا تردد، وقال: "آن الأوان لاتخاذ خطوة تقلب الطاولة. يجب كسر الحصار ووقف هذه الإبادة الجماعية مهما كان الثمن. إن تركيا، الحامية للمظلومين وصوت الضمير العالمي، مدعوة اليوم لقيادة موقف حاسم يغيّر مسار الأحداث. نأمل أن نلتقي جميعًا قريبًا في فلسطين حرة، مزدهرة، تنعم بالسلام." (İLKHA)