أظهرت مشاهد من العاصمة الإماراتية أبو ظبي إقامة طقوس دينية يهودية احتفالية نظمها السفير الصهيوني لدى الإمارات "يائير شيلي"، في الوقت الذي تتواصل فيه المجازر الصهيونية بحق المدنيين في قطاع غزة.

أقام سفير الاحتلال الصهيوني لدى الإمارات العربية المتحدة "يوسي شيلي" طقوسًا دينية يهودية تقليدية في قاعة فاخرة بأبوظبي يوم الخميس.

وأُقيم الاحتفال في قاعة فاخرة، كان لطقس "الختان الديني" المعروف باسم "بريت ميلاه"، حيث شارك فيه حاخامات ومدعوون، وتخللته مظاهر احتفالية علنية، رغم المجازر التي تطال آلاف الفلسطينيين في غزة، بينهم نساء وأطفال.

ونشر السفير "شيلي" صوراً وفيديوهات على منصة X، قال فيها: "نحتفل بتقاليد يهودية مقدسة تحت سماء الإمارات"، مضيفاً: "الحياة اليهودية تنمو من القدس إلى أبو ظبي".

تصاعد النفوذ اليهودي في الإمارات

ويأتي الاحتفال الأخير ضمن سلسلة من المظاهر العلنية المتزايدة للوجود اليهودي في دولة الإمارات منذ توقيع اتفاقيات أبراهام عام 2020. وبحسب المؤتمر اليهودي العالمي، فإن عدد اليهود المقيمين بشكل دائم في الإمارات يُقدّر بنحو ألف شخص، يتركزون بشكل رئيسي في دبي، حيث يُديرون "مجلس الجالية اليهودية الإماراتية" الذي تحوّل من كنيس سري إلى مؤسسة دينية رسمية تنظم حفلات الزفاف والختان واحتفالات "بار متسفا" للأطفال.

وقد شهدت السنوات الأخيرة تنظيم احتفالات يهودية بارزة كعيد "حانوكا"، بما في ذلك إضاءة شموع العيد أمام برج خليفة، في خطوة وُصفت حينها بأنها "غير مسبوقة" في العالم العربي.

التطبيع مستمر رغم المجازر

تأتي هذه الفعاليات الدينية اليهودية في وقت تُواصل فيه الاحتلال عدوانها على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، حيث قُتل أو أُصيب أكثر من 203 ألف فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء، بحسب التقارير الحقوقية.

ورغم ذلك، تشير مصادر اقتصادية إلى أن التبادل التجاري بين الإمارات وإسرائيل تضاعف منذ بدء العدوان.

كما أكدت تقارير بلومبرغ أن أبو ظبي لا تنوي التراجع عن مسار التطبيع، حيث صرّح المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة أنور قرقاش، قائلاً: "القرارات الاستراتيجية طويلة المدى... نحن بحاجة إلى مسار سياسي لإنهاء الاحتلال".

االشراكة في الإبادة

يرى مراقبون أن هذا الصمت الرسمي الإماراتي إزاء المجازر في غزة، مقابل تعميق التعاون السياسي والاقتصادي مع الاحتلال الصهيوني، يعكس تواطؤاً صريحاً أو شراكة ضمنية في الإبادة.

ورغم ادعاء الإمارات دعمها للقضية الفلسطينية عبر التنسيق العربي والضغط السياسي، فإن استمرار الاحتفالات الدينية اليهودية في قلب أبو ظبي، والتعاون الاستراتيجي الواسع مع الاحتلال، يُناقض هذا الخطاب ويضعه موضع تساؤل. (İLKHA)