حذّر وزير الخارجية الروسي "لافروف" من أن بعض الدول الغربية تُماطل في الاعتراف بدولة فلسطين، في حين أن وتيرة التدمير والعدوان في غزة قد تفضي إلى زوال الكيان الفلسطيني نفسه، قائلاً: "قد لا يتبقى شيء يُعترَف به كدولة فلسطين بحلول الوقت الذي يقررون فيه الاعتراف بها."

صرح وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" بأن بعض الدول الغربية أعلنت أنها ستعترف بفلسطين كدولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول، ولكن قد لا تبقى دولة فلسطينية للاعتراف بها.

وجاءت تصريحات "لافروف" خلال مؤتمر صحفي مشترك في موسكو مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، حيث تناول فيه عدداً من القضايا الدولية، من بينها الوضع في أوكرانيا وتطورات الشرق الأوسط.

وأشار لافروف إلى أن بعض الزعماء الغربيين، ومنهم الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، ورئيس الوزراء البريطاني "كير ستارمر"، ورئيس الوزراء الكندي "مارك كارني"، أعلنوا نيتهم الاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل. إلا أن "لافروف" استنكر تأجيل هذه الخطوة متسائلًا: "إذا كانت دبلوماسيتكم قد توصّلت إلى أن الوضع لم يعد يُحتمل، فلماذا لا تعترفون بها الآن؟ لماذا تنتظرون شهرين إضافيين؟".

وانتقد الوزير الروسي ازدواجية المعايير الغربية، قائلاً إن أوروبا فشلت في القيام بأي جهد دبلوماسي ملموس، لا في أوكرانيا ولا في فلسطين، مضيفًا: "هناك شكوك جدية في أن هذه الوعود الجميلة بالاعتراف بدولة فلسطين تستند إلى أمل دبلوماسي بأن لا يبقى هناك شيء من فلسطين للاعتراف به."

كما أشار "لافروف" إلى أن روسيا تدعم تطوير ضمانات أمنية موثوقة لأوكرانيا، لكنها ترفض أي ترتيبات تُفرض دون إشراك موسكو. وأوضح أن بلاده عرضت رفع مستوى الوفود المشاركة في المفاوضات، في خطوة تُظهر استعدادها لإيجاد حل سياسي للنزاع.

وفي تعليقه على الأوضاع الإنسانية في غزة، شدّد "لافروف" على أن المجازر والكارثة المستمرة بحق سكان القطاع لم تحرّك حتى الآن جهودًا دبلوماسية حقيقية من الجانب الأوروبي، مما يكشف، على حد وصفه، "نفاقًا صارخًا" في أولويات السياسة الغربية.

وتأتي هذه التصريحات في سياق تصاعد الانتقادات الدولية لسياسات الاحتلال الصهيوني في غزة، وسط مجازر متواصلة ومأساة إنسانية تهدد بفقدان أي إمكانية حقيقية لحل الدولتين. (İLKHA)