دعت المنظمة العربية لحقوق الإنسان الحكومة الإريترية إلى إطلاق سراح الشيخ آدم شعبان وغيره من المعتقلين، وإعادة فتح المراكز الإسلامية التي اغلقتها.

أدانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان، ومقرها المملكة المتحدة، السياسات القمعية التي تنتهجها السلطات الإريترية تجاه المؤسسات الدينية الإسلامية، معتبرة أن هذه الممارسات تمثل انتهاكًا صارخًا للحريات الدينية، وتستهدف تقويض الدور المجتمعي للمؤسسات الإسلامية في البلاد.

وأبرزت المنظمة في بيانها أن النظام الإريتري يواصل تنفيذ سياسة منهجية تهدف إلى إضعاف المؤسسات الإسلامية، من خلال إغلاق المدارس والمعاهد الدينية، ومصادرة ممتلكات الأوقاف، واعتقال العلماء والدعاة، إلى جانب فرض رقابة صارمة على الحياة الدينية والتعليم الشرعي.

الشيخ آدم شعبان... آخر ضحايا الحملة

كشفت المنظمة أن آخر حلقات هذه السياسة تمثلت في اعتقال الشيخ آدم شعبان، مدير مركز تحفيظ القرآن الكريم في مدينة كينديا، وتحويل المركز إلى سلطة وزارة التربية والتعليم. وأوضحت أن هذا المركز أُسس قبل أكثر من 45 عامًا على أرض تبرع بها المواطن سيد محمد داوود، وكان تابعًا في الأصل لـ"معهد كينديا الإسلامي" الذي أُغلق عام 2000.

ويُعد الشيخ آدم شعبان من أبرز علماء كينديا، وأعاد افتتاح المركز عام 1980، حيث وصل عدد طلابه إلى أكثر من 1600 طالب، قبل أن تبدأ السلطات بفرض التضييق على المعلمين واعتقال بعضهم، ما أدى إلى إيقاف العمل في المركز.

وأكدت المنظمة أن المركز ظل لعقود يقدم خدمات تعليمية دينية للأطفال من كينديا والقرى المجاورة، وأن إغلاقه سيؤدي إلى فصل مئات الأطفال عن تراثهم الديني والثقافي.

عقود من القمع... ومؤسسات أُغلقت ومساجد هُدمت

وذكّرت المنظمة بأن حملة التضييق على التعليم الديني الإسلامي ليست جديدة، بل شملت مؤسسات عريقة أُسست منذ ستينيات القرن الماضي، منها:

• معهد كيرين الإسلامي (1961)
• معهد أنسابا وأزنيت (1963)
• أخبار اليمين (كيرين، 1969)
• معهد كينديا الإسلامي (1969)
• مدرسة ضياء الإسلامية (أسمرة، 1967)

كما تم تدمير أربع مساجد في مدينة مندفرة خلال عامي 1995–1996.

220 معتقلاً ومصير مجهول

أشارت المنظمة إلى أن أكثر من 220 شخصية دينية وتعليمية تعرضوا للاعتقال خلال العقود الأخيرة، وتم الإبلاغ عن اختفاء قسري لعدد منهم، بينما توفي بعضهم في ظروف غامضة داخل السجون، دون أن تكشف السلطات عن أسمائهم أو أسباب الوفاة.

دعوات إلى الإفراج الفوري وتحرك دولي عاجل

طالبت المنظمة السلطات الإريترية بالإفراج الفوري وغير المشروط عن الشيخ آدم شعبان وجميع المعتقلين على خلفية نشاطهم الديني، وبإعادة فتح المؤسسات الدينية التي تم إغلاقها، وتمكينها من أداء مهامها التربوية والدينية بحرية.

كما دعت المجتمع المدني في إريتريا والنشطاء والصحفيين إلى توثيق الانتهاكات وتنظيم حملات ضغط سلمية، وحثت الأمم المتحدة على إرسال بعثة مراقبة لتقييم أوضاع الحريات الدينية في البلاد.

ووجّهت المنظمة نداءً عاجلاً إلى المقررين الخاصين التابعين للأمم المتحدة المعنيين بحرية الدين، والاحتجاز التعسفي، والاختفاء القسري، من أجل التدخل الفوري لوضع حد لهذه الانتهاكات. (İLKHA)