أكد أعضاء مجلس الأمن الدولي، باستثناء الولايات المتحدة، أن المجاعة التي يشهدها قطاع غزة تُعد أزمة من صنع الإنسان، محذرين من أن استخدام الجوع كسلاح حرب محظور بموجب القانون الإنساني الدولي.

دعا أعضاء مجلس الأمن الدولي – باستثناء الولايات المتحدة – في بيان مشترك إلى وقفٍ فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار في غزة، وزيادة حجم المساعدات الإنسانية بشكل واسع في عموم القطاع، مطالبين في الوقت نفسه برفع جميع القيود التي يفرضها الاحتلال والتي تعرقل وصول المساعدات، بشكل عاجل ودون أي شرط.

وجاء البيان المشترك على لسان نائبة المندوب الدائم لغويانا لدى الأمم المتحدة "تريشالا بيرسود"، ونائبة المندوب الدائم لسلوفينيا "أوندينا دروبنيتش"، نيابةً عن الأعضاء الـ14 في المجلس.

وأعرب الأعضاء عن صدمتهم وقلقهم العميق إزاء البيانات الأخيرة الصادرة عن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) الجمعة الماضية، والتي أكدت بشكل قاطع أن المجاعة تحققت بالفعل في مدينة غزة، مشيرين إلى أن ذلك يُعد الإعلان الرسمي الأول عن المجاعة في الشرق الأوسط. وأضافوا: "كل يوم يموت المزيد من الأشخاص، معظمهم من الأطفال، بسبب سوء التغذية".

وأوضح التقرير أن المجاعة قد تمتد بحلول نهاية أيلول/سبتمبر إلى دير البلح وخان يونس، في وقت يواجه فيه نحو مليون ونصف مليون شخص في مختلف مناطق القطاع مستويات حرجة وطارئة من انعدام الأمن الغذائي، بينما يُتوقع أن يعاني أكثر من 132 ألف طفل من سوء تغذية حاد ما بين الآن وحزيران/يونيو 2026، إلى جانب تأثيرات كبيرة على كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة، الذين يُعدون من أكثر الفئات هشاشة أمام خطر الوفاة جراء الجوع.

وشدد البيان على أن ما يجري في غزة "أزمة من صنع الإنسان"، وأن استخدام الجوع كسلاح حرب محظور بشكل واضح بموجب القانون الإنساني الدولي، داعيًا إلى إنهاء المجاعة فورًا وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2417 الصادر عام 2018.

كما طالب الأعضاء بفتح جميع المعابر البرية فورًا، والسماح للأمم المتحدة وشركائها الإنسانيين بالعمل بأمان وبشكل واسع، محذرين من أن إصرار الاحتلال على فرض سيطرة على مدينة غزة سيزيد الوضع الإنساني تدهورًا ويعرض حياة جميع المدنيين للخطر. (İLKHA)