أكد "عبد الحكيم الواعر"، نائب المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، أن عدد الشاحنات التي كانت تدخل غزة يومياً قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 والبالغ نحو 600 شاحنة، لم يعد يُقاس به اليوم في ظل الأوضاع الإنسانية الكارثية الراهنة.

أكد "عبد الحكيم الواعر"، نائب المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، أن غزة كانت قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 مكتفية ذاتياً من حيث الغذاء والإنتاج الزراعي وتصدّر العديد من المنتجات، لكن الأوضاع تغيّرت جذرياً بعد هذا التاريخ.

وأوضح أن إدخال ألف شاحنة يومياً في الوقت الراهن لا يكفي لتغطية الاحتياجات الغذائية، مشدداً على ضرورة فتح المعابر والسماح بدخول كميات كبيرة من المواد الغذائية وإيصالها إلى جميع التجمعات السكانية.

وبيّن الواعر أن المرحلة الخامسة من الجوع تعني عجز الأسرة عن الحصول على وجبة واحدة على الأقل طوال عشرة أيام، مؤكداً أن إعلان المجاعة يتم وفق منهجية مستقلة يعتمد فيها خبراء على جمع بيانات ميدانية مباشرة من المنازل، وتقسيم السكان إلى مجموعات ومناطق لتقييم الوضع بدقة، بعيداً عن البيانات الحكومية الرسمية.

وأشار إلى أن نحو 50 خبيراً من الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى يعملون على جمع هذه البيانات، وأن الوصول إلى المرحلة الخامسة يستلزم توافق 19 جهة متخصصة وعرض النتائج على لجنة دولية مستقلة. كما لفت إلى أن الناجين من المجاعة، وخصوصاً النساء والأطفال، يحتاجون إلى رعاية طبية خاصة لإعادة بناء أجسامهم واستعادة قدراتهم الهضمية.

وحذر الواعر من أن سوء التغذية الحاد المنتشر بين الأطفال يؤدي إلى التقزم والهزال واضطرابات في النمو الجسدي والعقلي، إضافة إلى أضرار دائمة في وظائف القلب قد تستمر مدى الحياة حتى مع تحسن التغذية لاحقاً.

وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت رسمياً، الجمعة الماضية، دخول مدينة غزة في حالة مجاعة، متوقعة أن تمتد في الأسابيع المقبلة إلى دير البلح وخان يونس.

من جانبها، وصفت المديرة التنفيذية لمنظمة "أنقذوا الأطفال" إنغر آشينغ، مجاعة غزة بأنها "مخطط لها مسبقاً ومتوقعة وصُنعت بأيدي البشر"، مؤكدة أن "التجويع سياسة متعمدة وأبشع أساليب الحرب".

بدوره، حذّر نائب منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، راميز الإكبروف، من أنه رغم جهود الوسطاء، لا تلوح في الأفق أي بوادر لإنهاء الحرب، مشيراً إلى أن نية الاحتلال اجتياح مدينة غزة قد تؤدي إلى تصعيد دموي جديد يفضي إلى نزوح مئات الآلاف من السكان. (İLKHA)