الأستاذ حسن ساباز: غزة لا يراها العالم

يدين الأستاذ حسن ساباز الصمت الدولي والتواطؤ الإقليمي تجاه الحصار الوحشي المفروض على غزة، مؤكدًا أن كسر الحصار لا يكون إلا بالفعل والقوة لا بالشعارات.
كتب الأستاذ حسن ساباز مقالاً جاء فيه:
منذ زمن بعيد، وغزة ترزح تحت حصار خانق يمنع عنها أبسط مقومات الحياة، لا طعام يصل، ولا دواء يُسمح له بالعبور، هذا الشريان الإنساني المقطوع صار عنوانًا للعجز العالمي، وللفظاعة المتكررة التي لا تجد من يوقفها.
عندما وقعت السيطرة على معبر رفح الحدودي في يد الاحتلال الصهيوني، لم نسمع من مصر جارة غزة، أي استنكار أو تحرك يليق بحجم الحدث، أما الأردن فالحقيقة التي باتت واضحة اليوم هي أن العائق الأكبر أمام دخول المساعدات من جهة حدودها ليس الاحتلال فحسب، بل هو النظام الأردني نفسه.
وفي الجو، حيث السماء يجب أن تكون منفذًا للرحمة، يقف الاحتلال حارسًا، لا يسمح لأي طائرة إغاثة أن تعبر، ولا لأي قطرة أمل أن تهطل، ما لم تأذن آلة القتل الصهيونية.
ولم يبقَ سوى البحر، غزة المحاصرة من البر والجو، لم تجد سوى مياهها أفقًا مفتوحًا علّه يحمل لها بعض العزاء.
وهكذا وجدت المنظمات الإنسانية في البحر طريقًا أخيرًا لاختراق الحصار، سفن محمّلة بالطحين والماء، لا بالصواريخ أو السلاح، تتجه نحو الساحل المخنوق، لعلها تروي شيئًا من ظمأ الأطفال الجائعين، لكنها كانت تصطدم كل مرة، بجدار آخر: جدار لا يُبنى من إسمنت، بل من وحشية لا تُضاهى.
يرتكب كثيرون خطأ فادحًا حين يظنون أن من يفرض هذا الحصار بشر، أو أن فيه من المروءة ما يسمح بمرور شاحنة دواء أو كيس حليب، الحقيقة أن هذا الكيان المحتل هو تجسيد لأبشع ما عرفه التاريخ من نزعات القسوة والكراهية، لا يحمل ذرة من الرحمة، بل هو عدو لكل قيمة إنسانية، ولكل معنى أخلاقي.
وربما لم يشهد العالم في تاريخه كيانًا يفاخر بقتل الأطفال، ويتباهى بجنوده وهم يصوبون رصاصهم نحو بطون النساء، ويقصف تجمعات توزيع الخبز وكأنها مواقع عسكرية.
ومع ذلك ما من ردع، ما من مساءلة، بل على العكس كل جريمة تُرتكب تمرّ بلا عقاب، بل ربما بمكافأة.
آخر فصول هذه المهزلة المأساوية كانت سفينة "مادلين"، التي حملت على متنها 12 ناشطًا من وجوه العالم المعروفة، لم تكن محمّلة بالمتفجرات، بل بالخبز والماء، ومع ذلك لم يُسمح لها بالوصول، واعترضتها قوات الاحتلال في عرض البحر، كما حدث سابقًا مع "مافي مرمرة"، وكما حدث لاحقًا قبالة سواحل مالطا.
يتكرر المشهد نفسه، وكأن العالم لا يريد أن يتعلم، نفس القرصنة، نفس البلطجة، ونفس الصمت الدولي المخزي.
صحيفة كتبت قبل الهجوم الليلي على "مادلين": "غزة تلوح في الأفق".
لكن الحقيقة، أن غزة لا تلوح في الأفق، بل تغرق في ضباب كثيف من التواطؤ الدولي، ومن خذلان الأقربين قبل الأبعدين.
في زمن الإبادة العلنية، لا نجد إلا بيانات الشجب، في ظل المجازر، لا نسمع إلا أصواتًا خافتة، ومع هذا الواقع، ستبقى غزة حبيسة الظل، لا تُرى لا تُنقذ، ولا تُضمَّد جراحها.
لن تُصبح غزة مرئية إلا حين تتحول الأقوال إلى أفعال، وحين ترافق سفن المساعدات سفن الردع، لا سفن الخذلان. فقط حين يتحرك الضمير العالمي لا بالكلمات بل بالإرادة، سيمكن لغزة أن تخرج من الضباب، وأن ترى النور من جديد.
أما اليوم، فنحن نواصل دفع ثمن عجزنا، نظل نرفع الشعارات، بينما تعكس المرآة وجوهًا أنهكتها الهزيمة، وأرّقها الخنوع.
لقد آن لنا أن ندرك أن الطريق إلى الكرامة، إلى المستقبل إلى إنسانيتنا ذاتها، يبدأ من كسر هذا الحصار، ومن الإيمان بأن من يرتكب المجازر لا يُردع إلا بالقوة.
غزة ليست في الأفق... لكنها ستكون هناك، عندما نقرر أن نستحق أن نراها. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يسلط الأستاذ محمد أشين الضوء على استمرار المجازر الصهيونية في غزة وسط صمت دولي، مؤكدًا أن الأمل الحقيقي يكمن في وحدة الدول وتحركها الجماعي لكسر الحصار وإنقاذ الفلسطينيين.
يؤكد الأستاذ عبد الله أصلان أن فظائع الكيان الصهيوني بحق الفلسطينيين جريمة كونية كبرى ، ويحث الضمير الإنساني العالمي على التحرك لكسر هذا الظلم ودعم مسيرة تحرير غزة.
صعود الدرج ليس مجرد حركة يومية بسيطة، بل هو تمرين متكامل يقوي القلب والعضلات، ويحسن التوازن والذاكرة، وينشط التفكير الإبداعي. اكتشف كيف يمكن لبضع خطوات أن تغير صحتك وحياتك للأفضل