الأستاذ محمد كوكطاش: وجود الصهاينة القتلة في تركيا.. خطر مستمر

يحذّر الأستاذ محمد كوكطاش من الاختراق الصهيوني داخل إيران وتركيا، مطالبًا الدولة التركية بالتحرك العاجل لاعتقال الصهاينة الذين قاتلوا في غزة وعادوا إلى تركيا، باعتبارهم خطرًا على الأمن القومي، ويؤكد أن محاسبتهم ستكون خطوة رائدة تُحتذى عالميًا.
كتب الأستاذ محمد كوكطاش مقالاً جاء فيه:
في الهجمات الأخيرة التي شنها الكيان الصهيوني على إيران، اتضح أن الاختراق الصهيوني في الداخل الإيراني لم يعد مجرد فرضية، بل أصبح واقعًا خطيرًا، فبحسب ما تسرّب من معلومات، فإن الصهاينة أقاموا قاعدة لطائرات الدرون قرب العاصمة طهران، ما مكّنهم من تنفيذ اغتيالات دقيقة بحق شخصيات قيادية وعلمية، في عمليات لا يمكن تصوّر حدوثها من مسافة 2500 كلم دون وجود شبكة لوجستية ميدانية.
وليس هذا جديدًا، فقد أظهرت التحقيقات في سلسلة الاغتيالات التي طالت علماء نوويين إيرانيين خلال العقد الماضي، أن أغلبها نُفّذ بأيدي عملاء يعملون من داخل إيران نفسها، وهذا ما يسلّط الضوء مجددًا على خطورة الحرب الخفية التي تديرها إسرائيل داخل حدود الدول التي ترى فيها تهديدًا استراتيجيًا.
أما في تركيا، فقد انفجرت القضية بشكل واسع بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، حين صدحت الأصوات تحت شعار: "لا نريد القتلة الصهاينة في بلادي"، وعلى إثر ذلك، تقدّم حزب الهدى بمقترح قانون إلى البرلمان التركي، ينص على التحقيق مع من قاتلوا في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي ثم عادوا إلى تركيا، ومصادرة ممتلكاتهم، وسحب إقامتهم، تمهيدًا لطردهم من البلاد، ورغم قبول المقترح في اللجنة المختصة، إلا أنه لم يُطرح للنقاش في الجلسة العامة حتى اليوم.
لكن الزمن لم يعد في يقبل التراخي، فهذه المسألة لم تعد شأنًا سياسيًا داخليًا أو مادة جدلية عابرة، بل تحوّلت إلى أولوية أمن قومي من الدرجة الأولى، فوجود عناصر قاتلت مع جيش الاحتلال، وتجولت في شوارع غزة المدمّرة، ثم عادت إلى الأراضي التركية دون محاسبة، يشكّل تهديدًا مباشرًا للأمن الوطني التركي.
فمن يضمن ألا يتحول هؤلاء إلى أدوات تخريب أو تصفية أو تجسس في لحظة ما؟ ومن يمنعهم من استهداف العلماء الأتراك أو المنشآت الحيوية أو صُنّاع القرار؟ إن تركهم يتجولون بحرية ليس فقط تهاونًا أمنيًا، بل خيانة صريحة بحق البلاد ومستقبلها.
لقد بات من الضروري اليوم، وليس غدًا، أن تتحرّك الدولة التركية بحزم، فتعتقل هؤلاء المرتزقة، وتفتح تحقيقًا شاملًا معهم، وتصادر ممتلكاتهم، وتوجّه إليهم التهم التي يستحقونها، ثم ترحّلهم بعد محاكمات عادلة.
فكما كانت إيران ضحية اختراق صهيوني أدى إلى اغتيال أبرز علمائها، قد تجد تركيا نفسها في لحظة مفصلية مشابهة إن لم تتخذ التدابير المناسبة الآن.
بل أكثر من ذلك، فإن تركيا – بما تملكه من وزن سياسي وعمق استراتيجي – إذا بادرت باتخاذ خطوة شجاعة، فإنها ستبعث برسالة قوية إلى العالم مفادها: لا مكان للقتلة بيننا، ولن يُسمح لمن تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء أن يجدوا مأمنًا هنا.
نحن نؤمن أن هذه الخطوة ستكون البداية، وأن العدالة إذا بدأت من أنقرة، فإنها ستتدحرج ككرة ثلج نحو عواصم أخرى، فلتكن تركيا النموذج، ولتكن المبادرة من هنا.
والسلام عليكم. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يُبرز الأستاذ عبد الله أصلان أهمية تعزيز الأمن الداخلي في تركيا، التي قد تكون الهدف التالي بعد إيران، مشددًا على أن إيران ستواصل جهودها للحصول على السلاح النووي كوسيلة ضرورية للردع وسط تصاعد الغضب الدولي.
يصوّر الأستاذ محمد كوكطاش لحظة طغيان الإنسان حين يظن نفسه مستغنيًا عن خالقه، ويدعو إلى تذكيره بأصل خلقه ومآله ضعفًا وافتقارًا، ويؤكد أن هذا التأمل ليس فقط للاتعاظ الذاتي، بل منهج دعوي فعّال في مواجهة الغرور والإنكار
يسلط الأستاذ محمد أشين الضوء على استمرار المجازر الصهيونية في غزة وسط صمت دولي، مؤكدًا أن الأمل الحقيقي يكمن في وحدة الدول وتحركها الجماعي لكسر الحصار وإنقاذ الفلسطينيين.