الأستاذ حسن ساباز: الاحتلال وفلسطين منزوعة الدفاع

يرفض الأستاذ حسن ساباز دعوات نزع سلاح المقاومة الفلسطينية، معتبرًا أن الاحتلال الذي فُرض بالقوة لا يمكن ردعه إلا بالقوة، وأن التخلي عن السلاح يعني التخلي عن الهوية والكرامة وتسليم الفلسطينيين للذبح.
كتب الأستاذ حسن ساباز مقالاً جاء فيه:
لنبدأ بسؤال:
هل يمكن تحرير الأراضي التي احتُلّت بالسلاح، من خلال مقاومة غير مسلّحة؟
أطرح هذا السؤال في سياق ما يُتداول في الأيام الأخيرة حول "دعوات المقاومة لنزع السلاح" و"الدولة الفلسطينية غير المسلّحة".
ففي نيويورك، عُقد مؤتمر دولي بعنوان "الحل السلمي للقضية الفلسطينية وتطبيق حل الدولتين"، برعاية فرنسية وسعودية، وقد صدر في ختام المؤتمر بيان عُرف باسم "إعلان نيويورك".
ورغم أن المؤتمر تحدّث عن فكرة "حل الدولتين" – التي لم يقبلها كيان الاحتلال الصهيوني يومًا – فقد جرت محاولة لتقديمه على أنه حدث مؤيد لفلسطين، وقد تضمن البيان أن "الحرب والاحتلال وسياسات التهجير القسري لن تجلب السلام والأمن"، وأن الحل الدائم لا يمكن تحقيقه إلا "بالطرق السياسية".
لكن أكثر ما أثار الانتباه في الإعلان، هو الدعوة الصريحة لحركة حماس بتسليم السلطة في غزة وتسليم أسلحتها.
نعم، رغم مرور 22 شهرًا على الإبادة الجماعية، ورغم أن الناس في غزة بدأوا يموتون من الجوع، توجّهت دعوة إلى حماس بأن "تسلم سلاحها وتخضع لأحقر مخلوقات الأرض".
وكما قال الناشط الفلسطيني م. عفيفي:
"الذين لم يمنحوا المقاومة رصاصة واحدة، يطالبونها اليوم بتسليم كل سلاحها.. أي وقاحة هذه؟"
فالاحتلال بدأ بالسلاح، واستمر بالسلاح، ومن الطبيعي أن تكون المقاومة بالسلاح أيضًا.
دعونا نرجع قليلاً إلى الوراء...
عام 1917، أعلن وزير الخارجية البريطاني "لويد جورج بلفور" ما عُرف بـ"وعد بلفور"، والذي بموجبه قررت بريطانيا إقامة دولة يهودية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بقيادة الصهاينة العلمانيين واليساريين.
تم نقل اليهود إلى أرض فلسطين، ثم شُكّلت تنظيمات إرهابية مثل هاغاناه وإرغون بدعم بريطاني، وتم تسليحها وتنفيذ عمليات بها.
في الوقت الذي كانت هذه العصابات ترتكب مجازر في فلسطين، كان "هتلر" في أوروبا يُنشئ معسكرات اعتقال لليهود ويرتكب مذابح ضدهم، لكن المثير أن هذه التنظيمات الصهيونية لم تنفذ أي عملية تُذكر ضد هتلر!
الإنجليز الذين زوّدوا اليهود بكل أنواع السلاح، لم يسمحوا للفلسطينيين حتى بالدفاع عن أنفسهم، بل إن أحد روّاد المقاومة الإسلامية، الشيخ عز الدين القسام، حوصر عام 1935 من قِبل مئات الجنود البريطانيين، وتمت تصفيته واستُشهد.
استمرت فصائل المقاومة المسلحة ذات التوجهات اليسارية والقومية إلى حدود التسعينات، وكانت تتلقى دعمًا من بعض دول المعسكر الشرقي، خاصة السوفييت.
لكن مع تفكك الاتحاد السوفييتي، انهارت القاعدة الأيديولوجية لليساريين، وأصبحت تلك التنظيمات تدريجيًا منبوذة وهامشية، وبعد وفاة "ياسر عرفات"، دخلت هذه الفصائل تحت جناح الصهاينة، وتحولت إلى سلطات عميلة يُعترف بها غربيًا على أنها "السلطة الفلسطينية الشرعية"، رغم أنها خسرت الانتخابات، وأعلن الشعب الفلسطيني أن خيارَه هو المقاومة الإسلامية.
وقد أثب الصهاينة من خلال ممارساتهم أنهم لا يعترفون بوجود دولة فلسطينية، ولو كانت منزوعة السلاح، هم يريدون فقط "عربًا إسرائيليين" بلا هوية، ولا أرض، ولا كرامة.
وبالتالي، فإن الدعوة إلى نزع سلاح المقاومة الإسلامية لا تعني إلا تسهيل الجرائم الصهيونية، والإبادة الجماعية بحق هذا الشعب.
فالمقاومة الإسلامية تدرك تمامًا أنه إذا سلّمت سلاحها، فإنها ستفقد هويتها، وعقيدتها، وأرضها، وشرفها وكرامتها، ولذلك فإنها ترفض ذلك بشكل قاطع.
أما من يطالب المقاومة بتسليم سلاحها، فإنه – بوعي أو بغير وعي – يخدم المشروع الصهيوني. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يستنكر الأستاذ محمد إشين صمت المجتمع الدولي تجاه جرائم الاحتلال في غزة، مشيرًا إلى أن هذا الظلم، رغم قسوته، كان سببًا في إلهام الآلاف للدخول في الإسلام، تأثرًا بثبات الفلسطينيين وصمودهم، ويؤكد أن الإسلام، رغم الحملات المعادية، يواصل انتشاره لأن نوره لا يُطفأ.
يؤكد الأستاذ سعد ياسين أن أرييل شارون ارتكب مذبحة وحشية في غزة وواجه مقاومة بطولية من شعبها، مما أدى إلى انسحابه المهين عام 2005، ويؤكد أن نهايته المؤلمة في غيبوبة وعذاب كانت بمثابة عبرة تحذيرية لكل الظالمين.
شدد الأستاذ محمد كوكطاش على أن حماس هي عنوان المقاومة والشرف الفلسطيني، وأن العالم سيضطر عاجلًا أم آجلًا للاعتراف بها والتعامل معها، ووجّه رسالة حادة لزعماء المنطقة بأن تجاهل حماس خيانة لفلسطين، ومصيرهم سيكون كمصير من دعم الصهاينة وساهم في الإبادة.