الأستاذ محمد كوكطاش: هل هذه الشوارع الفاسدة هي من ستحرر غزة؟

يؤكد الأستاذ محمد كوكطاش أن نصرة غزة لا تكون بالشعارات ولا بالمظاهر، بل بإصلاح الذات والمجتمع، إذ إن النصر لا يُمنح لأمة غارقة في الفتن والانحلال، بل لمن يستحقه بقيمه وثباته ومواقفه.
كتب الأستاذ محمد كوكطاش مقالاً جاء فيه:
أدركنا ولو بعد حين، أن البقاء في البيوت، والجلوس خلف المكاتب، والاكتفاء بالكتابة والتنظير، لا يغير شيئًا من الواقع، ولا يحرك ساكنًا في طريق النهوض، فالحياة لا تُقاوَم بالأفكار وحدها، بل بالمواقف، والشارع لا يتغير إلا بخطى سالكيه.
تتسارع المشاهد أمامنا عبر الشاشات: ميادين العواصم الأوروبية تعجُّ بالمتظاهرين، وجسور سيدني تغصّ بمئات الآلاف من البشر يهتفون لأجل غزة، ونحن كمجتمعات إسلامية، نقف مذهولين أمام هذا التفاعل الأممي، نسأل أنفسنا: لماذا لا ننجح نحن في مثل هذا التحشيد؟ لماذا لا نهبُّ للميادين كما يفعل غيرنا؟
ندفع أنفسنا للخروج، نركض في الشوارع غضبًا وغيرة، نبحث عن رفاق الدرب والموقف، نريد أن نُثبت أننا لسنا أقل غيرةً على غزة من شعوب الغرب، لكن ما إن نضع أقدامنا خارج الأبواب، حتى تصفعنا الحقيقة المُرّة: لسنا نحن من يعيش تحت الاحتلال السياسي فحسب، بل تحت احتلال آخر أشدّ فتكًا... احتلال القيم والأخلاق.
فجأةً، ننسى غزة، ونغرق في تفاصيل واقعنا الموجع، نكتشف أن المعركة الحقيقية ليست هناك فقط، بل هنا، في شوارعنا، في أحيائنا، في طريقتنا في الحياة. ونتساءل: هل حقًا يستحق مجتمع بهذا الحال أن يُمنح شرف نصرة غزة؟ هل يُمكن أن ينزل النصر على أمةٍ لا تزال تتخبّط في وحل الفتن والانحلال؟
فالنضال لأجل غزة ليس شعارًا نردّده، بل موقف ندفع ثمنه، ومَن لم يكن مستعدًا لبذل شيء في سبيل قضايا دينه، لن يكون مؤهلاً لتحمل أعباء النصر.
نتأمل في أحوالنا، فنُصدم بمفارقة موجعة: كيف نرجو تحرير غزة، وأزقتنا تعجّ بالعُري والانحلال، والحياة من حولنا تسير نحو التغريب بأيدينا نحن؟ نتذكّر كيف كانت الحال قبل عشرين أو ثلاثين عامًا، حين كان القادمون من أوروبا يظهرون بلباس الحشمة، بنساء منتقبات ورجال بلحى وهيئات تذكّر بالثبات على الدين. واليوم؟ انقلبت الصورة، وأصبح كثير من الوافدين هم من يقودون حملة التغريب والتحلل.
هذا ليس تعميمًا، فبيننا إخوة وأخوات ثابتون على الحق، لكن المشهد العام يدعو للحسرة، وما نريد قوله هو أن الله لا يمنح النصر لكل من طلبه، بل لمن استحقه.
فلنفتش عن الخلل، لا في غزة، بل في دواخلنا، لنسأل أنفسنا بصدق: هل نحن حقًا على قدر الأمانة؟ هل نحن جديرون بأن نكون جنودًا في معركة تحرير القدس، ونحن لم نحرر أنفسنا من ذل الشهوات وعبودية الموضة واستلاب القيم؟
إنها لحظة صادقة للمراجعة... فغزة لا تحتاج إلى جماهير تصرخ من بعيد، بل إلى أمة تتطهر من الداخل، وتعود إلى الله، وتُعيد ترتيب أولوياتها.
والسلام والدعاء لكم. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يؤكد الأستاذ حسن ساباز أن وصف حماس بالإرهاب تزييف للحقيقة، فحماس حركة مقاومة تدافع عن شعبها ضد احتلال صهيوني غير شرعي يرتكب المجازر، كما يشير إلى أن الهجوم على المهرجان في 7 أكتوبر كان نتيجة قصف صهيوني ضمن "بروتوكول هنيبال"، وليس عملاً من حماس.
يستنكر الأستاذ محمد إشين صمت المجتمع الدولي تجاه جرائم الاحتلال في غزة، مشيرًا إلى أن هذا الظلم، رغم قسوته، كان سببًا في إلهام الآلاف للدخول في الإسلام، تأثرًا بثبات الفلسطينيين وصمودهم، ويؤكد أن الإسلام، رغم الحملات المعادية، يواصل انتشاره لأن نوره لا يُطفأ.
يرفض الأستاذ حسن ساباز دعوات نزع سلاح المقاومة الفلسطينية، معتبرًا أن الاحتلال الذي فُرض بالقوة لا يمكن ردعه إلا بالقوة، وأن التخلي عن السلاح يعني التخلي عن الهوية والكرامة وتسليم الفلسطينيين للذبح.