الأستاذ محمد أيدن: من يقف وراء المجازر والإجرام؟

يحمّل الأستاذ محمد أيدن الولايات المتحدة المسؤولية المباشرة عن مجازر غزة لتمويلها وتخطيطها وتسليحها ودعمها السياسي لنتنياهو.
كتب الأستاذ محمد أيدن مقالاً جاء فيه:
لا جدال في أن الولايات المتحدة هي المسؤول الأول عن المجازر في غزة، فهي التي تمنح الغطاء الاستخباراتي والسياسي، وهي التي تدفع المال وتزوّد بالسلاح وتصدر الأوامر، والحقيقة أن واشنطن وتل أبيب ليستا كيانين منفصلين، بل وجهان لعملة واحدة؛ فإسرائيل ليست سوى نسخة مصغّرة من أمريكا، وأمريكا هي إسرائيل الكبرى، لذلك فالمسألة أبعد من مجرد إمبريالية عاتية، بل هي صهيونية متجذرة.
انطلقت قمة الأمم المتحدة في نيويورك، المدينة التي تحولت إلى رمز للظلم العالمي، ورغم أن خطاب ترامب، بما حمله من لهجة توبيخية تجاه قادة العالم أثار الدهشة، إلا أن الأهم كان الحضور القوي لقضية غزة على المنصة الأممية، باعتبارها جرحًا نازفًا في ضمير الإنسانية، كما أن اعتراف 157 دولة من أصل 193 بدولة فلسطين منح هذا العام بعدًا خاصًا، ورغم ما يثار من شكوك حول دوافع هذا الاعتراف وخلفياته، فإنه يبقى خطوة يمكن أن تُبنى عليها آمال لوقف نزيف الدم المستمر.
أما القادة المسلمون فقد اكتفوا كعادتهم بعرض الصور المؤلمة وإلقاء الخطب الرنانة دون أفعال ملموسة. تكرارهم لعبارة "حل الدولتين" بدا لافتًا، وكأنهم متفقون ضمنًا على استبعاد حركة حماس من أي معادلة سياسية قادمة.
القمة الخاصة بغزة جسدت مفارقة صادمة: اجتمع قادة دول مسلمة كتركيا والأردن وباكستان والإمارات وقطر والسعودية ومصر وإندونيسيا، لكن المتحدث الأبرز بينهم كان ترامب، الداعم الأكبر للمجازر الإسرائيلية، الرجل الذي يقف خلف قتل عشرات الآلاف وتجويع الأطفال وتدمير غزة، هو نفسه الذي تحدث عن "السلام والهدنة والمساعدات الإنسانية".
تكلم ترامب وأصغى الآخرون، بعضهم انشغل بمقاعد البروتوكول أكثر من انشغاله بدماء الشهداء، فيما هلّلت وسائل الإعلام الرسمية لكون وفودها جلست في مواقع "متقدمة"، وكأن قرب الكرسي أهم من قرب الضمير. والحقيقة أن الجلوس إلى جانب ترامب لم يكن شرفًا، بل جلوسًا إلى جوار قاتل الإخوة، سفّاحٍ ما تزال يداه ملطختين بالدماء.
كان المفترض أن يتكلم قادة الأمة وأن يستمع ترامب، لكن ما جرى كان العكس حتى إن ترامب اعترف بأن هذه القمة هي الأهم في جدول أعماله، وربما كان يتوقع ردًا حازمًا، لكنه لم يسمع إلا الصمت، وحين يتكلم الشيطان ويسكت أهل الحق، لا تكون النتيجة إلا مزيدًا من القتل، ومزيدًا من الجرأة للصهاينة.
يبقى السؤال: هل تثمر هذه الاجتماعات عن نتائج حقيقية؟ كل ما نتمناه أن تفتح الباب أمام مسار عملي يوقف نزيف غزة، لكن الواقع أن الأمر ما زال مرهونًا بمزاج ترامب، وبما إذا كان سيسعى لإقناع نتنياهو وهذا احتمال ضعيف، والتجربة تقول إن كل لقاء بين الرجلين كان ينتهي بمزيد من الدماء.
الخلاصة أن العزة لا تُنال إلا بالإسلام، والكرامة لا تصان إلا بوحدة المسلمين، أما الحل الحقيقي فهو في الأخوة الصادقة، واجتماع الكلمة والسير على نهج التقوى والجهاد، هناك يكمن العدل وهناك تستعاد الإنسانية. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يحذر الدكتور عمر الجيوسي من التهجير القسري للسكان في غزة بفعل السياسات الإسرائيلية الممنهجة، مؤكداً أن المساعدات الإنسانية وحدها لا تكفي لدرء الكارثةن، ويشدد على أن الإنقاذ يتطلب تحركاً سياسياً وقانونياً دولياً وعربياً فعالاً لوقف العدوان، وحماية المدنيين، ومنع التهجير من التحول إلى إبادة.
يحذر الأستاذ عبد الله أصلان من أن الأزمات السياسية والاقتصادية والاستقطاب الحاد يغذي التوتر والغضب المجتمعي، مؤكّدًا أن الصبر والتحلي بالهدوء والابتسامة يمكن أن يكونا مفتاح تجاوز هذه الأزمات وإعادة الطمأنينة إلى المجتمع.
يؤكد الأستاذ محمد كوكطاش أن الحرب مع الصهيونية أحادية الجانب، إذ لا يواجهها سوى الشعوب والمجتمع المدني فيما تقف الحكومات ضد شعوبها، ويرى أن هذا الصراع تجاوز غزة ليصبح معركة عالمية ستحدد ملامح النظام الدولي القادم.