الأستاذ عبد الله أصلان: كلما زادت الضغوط زدنا توتراً

يحذر الأستاذ عبد الله أصلان من أن الأزمات السياسية والاقتصادية والاستقطاب الحاد يغذي التوتر والغضب المجتمعي، مؤكّدًا أن الصبر والتحلي بالهدوء والابتسامة يمكن أن يكونا مفتاح تجاوز هذه الأزمات وإعادة الطمأنينة إلى المجتمع.
كتب الأستاذ عبد الله اصلان مقالاً جاء فيه:
التطورات السياسية، الأزمات الاقتصادية، والاستقطاب الحاد باتت ترهق أعصابنا جميعًا! وكأن طاقة الصبر لدينا أوشكت على النفاد.
هجمات مسلحة، اعتداءات بالعصي، وطعن بالسكاكين...
يكفي أن نتأمل في المشاجرات التي وقعت في حركة المرور خلال الشهرين الماضيين لندرك إلى أي حد بلغ بنا الغضب والانفعال.
شخصيًا، عندما أشاهد تلك الاعتداءات بالعصي في الشوارع، ينتابني شعور عميق بعدم الأمان. وأتساءل: متى حاصرتنا هذه الحالة من انعدام التسامح من كل جانب؟
قليل من الصبر، لمسة من التحمّل، ولحظة من التعاطف يمكن أن تكون كفيلة بحل كثير من المشكلات. فالمثل يقول: من قام مغضبًا جلس خاسرًا، والتحية بابتسامة صادقة قادرة على إخماد كل نيران الغضب، ولعل من أسرار اعتبار الابتسامة صدقة بين الناس أنها تفتح باب السكينة وتغلق باب الشيطان. يوم ندرك أن إفشاء السلام هو مفتاح الطمأنينة الاجتماعية، سيكون ذلك أول إشارة إلى قدرتنا على تجاوز هذه الأزمات.
لكن، في المقابل، ما تبثه الشاشات ومنصات التواصل من خطابات متشنجة وتصريحات غاضبة لا تزيدنا إلا اضطرابًا نفسيًا وانسدادًا في الأفق.
التصريحات غير المسؤولة التي يطلقها بعض السياسيين، والاتهامات المستمرة التي توجّه بلا حساب، لا تجلب إلا القلق والانقسام، ولا تخدم لا الأمن ولا الاستقرار.
انتشار أخبار الصدامات والأحداث المستفزة، وتحول وسائل الإعلام إلى مجرد ناقل متحمّس لها، ليس بشارة خير أبدًا.
ولا يخفى أن اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء يغذي هذا الاحتقان، فبينما يمضي البعض ثلثي يومه في العمل ليحصل على فتات، ينال آخرون فرصًا وإمكانات هائلة دون جهد يُذكر، هذا التفاوت جعل المسافة بين الطبقات تتحول إلى هاوية سحيقة.
حتى البورصة والمنصات الرقمية صارت مصائد تصدم من يقع فيها، مسببة صدمات نفسية تولّد مزيدًا من الانفجار والغضب، وتترك أثرًا ثقيلًا على السلم الاجتماعي.
أما الربا والتعاملات الجشعة فتمثل شرًّا مستطيرًا ينهك المجتمع ويستنزف أعصابه، خصوصًا حين يُجبر الناس على ولوج هذه الأبواب القاتلة.
إلى جانب ذلك، فإن ارتفاع الإيجارات وغلاء المعيشة يضغطان على أعصابنا حد الانفجار، صار كأس الاحتمال ممتلئًا تمامًا، وباتت قطرة واحدة تكفي لتفيض به، تلك القطرة قد تأتي في زحام الطريق، أو في خلاف منزلي، أو حتى في جدال عابر في السوق.
إننا – باختصار – ندور في حلقة التوتر: كلما توترنا نزداد توترًا، والأسوأ أن توترنا المفرط قد ينقل العدوى إلى الآخرين من حولنا، فيدخلون بدورهم في أجواء من العصبية، لتتحول اللحظة إلى مشهد كارثي أشبه بالجحيم. بينما قليل من الصبر والهدوء قد يكون السدّ الذي يمنع وقوع الكوارث.
من ينجح في كبح غضبه اليوم، يسهم في جعل العالم مكانًا أجمل. ويمكن أن نكون نحن من هؤلاء.
على أمل أن نصل جميعًا إلى أيام أكثر هدوءًا وجمالًا. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يحذر الدكتور عمر الجيوسي من التهجير القسري للسكان في غزة بفعل السياسات الإسرائيلية الممنهجة، مؤكداً أن المساعدات الإنسانية وحدها لا تكفي لدرء الكارثةن، ويشدد على أن الإنقاذ يتطلب تحركاً سياسياً وقانونياً دولياً وعربياً فعالاً لوقف العدوان، وحماية المدنيين، ومنع التهجير من التحول إلى إبادة.
يحمّل الأستاذ محمد أيدن الولايات المتحدة المسؤولية المباشرة عن مجازر غزة لتمويلها وتخطيطها وتسليحها ودعمها السياسي لنتنياهو.
يؤكد الأستاذ محمد كوكطاش أن الحرب مع الصهيونية أحادية الجانب، إذ لا يواجهها سوى الشعوب والمجتمع المدني فيما تقف الحكومات ضد شعوبها، ويرى أن هذا الصراع تجاوز غزة ليصبح معركة عالمية ستحدد ملامح النظام الدولي القادم.