دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال خطاب في بنسلفانيا، الاحتلال الصهيوني إلى إيصال الغذاء لسكان غزة، معتبرًا أن الولايات المتحدة هي "البلد الوحيد الذي يساعد فعليًا"، لكن مراقبين يرون أن هذه الدعوة لا تعدو كونها جزءًا من سيناريو مشترك مع تل أبيب يهدف إلى امتصاص الغضب العالمي.

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تصريح لافت، إن "أمورًا سيئة تحصل في غزة"، مشددًا على ضرورة إيصال الطعام للناس هناك، ومضيفًا: "لا نريد أن يموت الناس جوعًا، ونحن الدولة الوحيدة التي تقدم المساعدة الحقيقية".

لكن هذه التصريحات أثارت انتقادات فلسطينية، إذ وصفها مراقبون بأنها لا تعكس واقع الكارثة الإنسانية في القطاع، مؤكدين أن الإدارة الأميركية تمارس "لعبة مزدوجة" بالتواطؤ مع الاحتلال، بينما تستمر في تقديم الدعم له على جميع المستويات.

وفي الوقت نفسه، كشفت وزارة الصحة في غزة عن استشهاد 6 فلسطينيين خلال 24 ساعة بسبب الجوع، ليرتفع عدد ضحايا الجوع إلى 175، من بينهم 93 طفلًا.

كما استُشهد 56 شخصًا برصاص الاحتلال أثناء بحثهم عن الغذاء قرب مراكز المساعدات، فيما بلغ عدد الشهداء منذ صباح الأحد 92 شهيدًا نتيجة الغارات الصهيونية.

وفي السياق، أكد المتحدث باسم "يونيسف" للشرق الأوسط، سليم عويص، أن أكثر من 5 آلاف طفل تأثروا بسوء التغذية في النصف الأول من يوليو، محذرًا من أن الوضع يتطلب إدخال مساعدات عاجلة وواسعة إلى غزة.

أما المتحدث باسم وكالة "أونروا"، عدنان أبو حسنة، فأوضح أن غزة تحتاج إلى 600 شاحنة مساعدات يوميًا، إلا أن الاحتلال لا يسمح إلا بدخول 30 إلى 40 شاحنة، عبر طرق غير آمنة.

وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن 96% من منازل غزة تعاني من انعدام أمن المياه، وأن 90% من السكان لا يحصلون على مياه شرب آمنة، بينما يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص صعوبات في الوصول إلى المرافق الصحية.

ورغم نبرة "التعاطف" التي تبناها ترامب، يرى متابعون أن الموقف الأميركي ما يزال يغطي سياسات الاحتلال، ويمنحه غطاءً ضمنيًا للاستمرار في سياسة الحصار والتجويع. (İLKHA)