حذّر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان من أن الحصار الصهيوني الخانق دفع القطاع الصحي في غزة إلى حافة الانهيار، تاركًا آلاف المرضى في مواجهة خطر "الموت الجماعي" نتيجة الجوع والحرمان من العلاج.

وأكّد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان من أن الحصار الصهيوني أن عشرات الآلاف من المرضى في المستشفيات والمخيمات يعانون جراء سياسة "التجويع الممنهج والحرمان من الدواء" التي تتبعها سلطات الاحتلال، مشيرًا إلى أن الأطفال، كبار السن، والمرضى المزمنين هم الأكثر تضررًا.

وبينما يدخل العدوان شهره الثاني والعشرين، أفادت التقارير الطبية بأن أكثر من 85% من المنشآت الصحية في غزة خرجت عن الخدمة بفعل القصف المتكرر، ما حرم المرضى من الأدوية الحيوية والتغذية الخاصة.

وقال المركز إن ما يجري هو "إعدام بطيء"، خاصة لمرضى السكري والسرطان والقلب، بالإضافة إلى الأطفال الخدج الذين يحتاجون إلى رعاية دقيقة وظروف خاصة غير متوفرة حاليًا.

وأوضح الأطباء أن الجوع يُسرّع من تدهور الحالات الصحية، وأن تأخير دخول المساعدات يفاقم أعداد الوفيات يومًا بعد يوم.

ووفقاً للبيانات، لم يُلبَّ سوى 14% من الاحتياجات الغذائية والإنسانية في الأسبوعين الماضيين، في وقت بلغ عدد الوفيات بسبب الجوع 222 شخصًا، بينهم 101 طفل.

ولا يستطيع مرضى السرطان الحصول على العلاج الكيميائي، كما لا يجد مرضى الثلاسيميا دمًا كافيًا لعمليات النقل الدورية. وفي بعض الحالات، يخاطر المرضى بحياتهم فقط للحصول على وجبة واحدة من قوافل الإغاثة.

ويعيش العاملون في القطاع الصحي ظروفًا مشابهة، حيث يعمل الأطباء والممرضون وهم جائعون، مرهقون، ودون معدات أو مستلزمات طبية، وسط تحذيرات متصاعدة من أن كل ساعة تأخير تهدد آلاف الأرواح.

ورغم هذا المشهد الكارثي، لا يزال المجتمع الدولي يلتزم الصمت، بينما يسابق المرضى في غزة الزمن، ليس للعلاج، بل للنجاة من الجوع واليأس. (İLKHA)