الأستاذ حسن ساباز: ممر الإغاثة الإنساني ووصية أنس المُلهمة

ينتقد الأستاذ حسن ساباز صمت العالم الإسلامي أمام المأساة في غزة وغياب الدعم الإنساني والمسلح، ويُبرز وصية الصحفي الشهيد أنس الشريف الذي نقل الحقيقة بشجاعة حتى استُشهد، ويؤكد أن شهادته كشفت وجه الاحتلال القبيح وألهمت استمرار النضال والتمسك بالقضية الفلسطينية.
كتب الأستاذ حسن ساباز مقالاً جاء فيه:
تُنظم مسيرات وفعاليات للمطالبة بفتح ممرات إنسانية إلى غزة للإعلان عن المأساة الإنسانية التي تعيشها، وتُطلق النداءات.
لكن ما نعيشه يوضح بجلاء أن هذه المطالب الإنسانية لا معنى لها في عالم القيم الذي تعتنقه الصهيونية.
كما جاء في إحدى لافتات المسيرات: "رأينا أن آلاف الإدانات لا تساوي رصاصة واحدة."
الوحوش البرية التي وصلت إلى مراحل متقدمة من الجنون لا يمكن مواجهتها إلا بالإبادة.
ويبدو أن أولئك الذين يربحون في حقول الصهيونية، سواء كانوا متعاونين أو أمراء منشغلين بمصالحهم، أو الذين يزعمون أنهم يراعون المصالح الوطنية والتوازنات العالمية، ينتظرون حتى يُقتل آخر شخص يتنفس في غزة. وربما بعضهم يرسل رسائل إدانات على الملأ، بينما خلف الكواليس يلوم الصهاينة على البطء في التنفيذ.
تكشف أن الإمارات، الحليف الإقليمي لإسرائيل في الخليج، أرسلت مساعدات إلى غزة ضمن اتفاق تهدئة، لكنها في ذات الوقت قامت بإدخال عملاء استخبارات ومواد تجسسية.
في حين لم تصل أي مساعدات عسكرية إلى مقاتلي المقاومة الإسلامية الذين صمدوا لأكثر من 22 شهرًا وقدموا مئات الشهداء، كان الاحتلال الصهيوني يتلقى دعمًا متواصلًا من أمريكا وبريطانيا وألمانيا، مع هجوم مكثف عبر آلاف الأطنان من القنابل على غزة ومخيمات اللاجئين الصغيرة.
قال الشهيد الشيخ أحمد ياسين: "دعونا نموت بشرف المحارب"، وتبع تلاميذه نهجه، لم يخضعوا، قاتلوا بشجاعة واستشهدوا.
لكن ما أرهقهم كان رؤية الأطفال يموتون جوعًا، والعاملين في الصحة يكافحون بلا دواء، والأمهات يصرخن، والناس الذين يخاطرون بحياتهم من أجل الحصول على قطعة طعام.
والأمة الإسلامية العظيمة لم تستطع حتى فتح "ممر إنساني" واحد، ناهيك عن دعم السلاح.
لم يظهر من بين قادة العالم الإسلامي من وقف وقال: "لا أقبل هذا الخزي وسأرسل مواد إنسانية إلى هناك."
كان هناك فرصة لتسجيل شرف تاريخي، لكن لا أحد اختار أن يتحلى بهذا الشرف.
قبل فترة قال أبو عبيدة: "بصمتكم أنتم أعداؤنا عند الله"، وقد وضعنا جميعًا عبئًا ثقيلاً على كاهلنا.
الآن، وصية الصحفي الشهيد أنس جمال الشريف هزت عالمنا:
"إذا وصلكم هذا الكلام فاعلموا أن النظام الصهيوني نجح في قتلي وإسكات صوتي، والله يشهد أنني بذلت كل جهدي لأكون صوتًا وملاذًا لشعبي، كان حلمي أن أعود إلى مسقط رأسي المحتل عسقلان (مجدل) مع عائلتي، لكن قدر الله كان غير ذلك."
"تذوقت الألم والفقدان مرات عديدة، ومع ذلك لم أتوقف يومًا عن نقل الحقيقة للعالم دون تحريف."
" أشهد الله أنني نقلت الحقيقة كما هي، وربما أراد الله أن يكشف عن الذين صمتوا، والذين رضوا بقتلنا، والذين ظلوا ساكتين أمام تمزق أجساد نسائنا وأطفالنا."
"لا تنسوا فلسطين، جوهرة تاج المسلمين، ولا تنسوا شعبها المظلوم وأطفالها، لا تدعوا أحدًا يسكتكم، ولا تدعوا الحدود توقفكم، كونوا جسورًا حتى تشرق شمس الحرية على أرضنا."
نعم، يا أخي أنس!
كنت شاهدًا وأشهدت العالم بشهادتك.
فضحت الوجه البشع للإرهابيين المحتلين.
اجتهدت، وجاهدت، وختمت شهادتك بالشهادة.
رحمك الله. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يندد الأستاذ محمد إشين باغتيال الاحتلال الصهيوني للصحفي أنس الشريف في غزة، معتبرًا ذلك استهدافًا ممنهجًا لإسكات صوت الحقيقة، ويؤكد أن قتل 238 صحفيًا منذ طوفان الأقصى يعكس وحشية الاحتلال وخسارته الأخلاقية والإنسانية رغم صمت المجتمع الدولي.
يحذر الأستاذ بكر تانك من أن الولايات المتحدة، بعد إخضاعها الأنظمة العربية عبر "اتفاقيات إبراهيم"، تسعى للهيمنة على الشعوب التركية من خلال السيطرة على ممر زنكزور، ما يهدد استقلال المنطقة.
شارك الأستاذ "إسلام الغمري" مقالته الدورية لوكالة إلكا للأنباء، ليتحدث فيها حول اغتيال الكيان الصهيوني للصحفي الغزاوي أنس الشريف وأصدقائه، ومشيراً إلى أهمية الرسائل التي أوردها في وصيته الأخيرة.