“لا.. لن أموت!” — عصام دربالة القائد الشهيد

كتب الأستاذ "إسلام الغمري" نائب رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والإستراتيجية ضمن مقال حول القائد الشهيد عصام دربالة ما يلي:
“لا.. لن أموت!”
عبارةٌ لم ينطقها عصام دربالة بلسانه، لكنها كانت حاضرةً في كل سكناته، في صمته الصابر، وفي عينيه الواثقتين، وفي خطواته الهادئة التي واجه بها الطغيان والاستبداد دون أن تنكسر.
لقد مات كثيرون من أصحاب الصوت العالي والزحف الانتهازي، واندثرت أسماء ملأت الشاشات والميادين… لكن دربالة، بصمته الذي كان يُدوّي في القلوب، ظلّ حيًّا.
من يظن أن السجن أنهى دوره، لم يفهم بعد أن بعض القادة يولدون بعد رحيلهم. ومن يعتقد أن شهادته كانت نهاية، لم يُدرك أن أمثاله لا يُغتالون بل يُبعثون في الضمائر الحرة كل يوم.
كان دربالة، بكل بساطة وصدق، رجلًا لم يصنع ضجيجًا بل أثرًا… لم يُشعل النار في خصومه، بل أوقد النور لأمته… لم يهادن الظلم، ولم يساير الغلو، بل اختار أصعب المواقف: أن يظل في المنتصف حيث يتهمك الجميع، وتُنسى في الزوايا… لكنه لم يكن يسعى للذِكر، بل للحق، ولم يُجاهد من أجل مكانة، بل من أجل الرسالة.
وحين جاء أوان الشهادة… لم تكن ميتة في زاوية مظلمة من سجن، بل ميلادًا جديدًا في ذاكرة تيارٍ بأكمله، ودليلًا عمليًّا على أن الصدق لا يحتاج منصبًا، وأن القيادة لا تحتاج منصّة.
كان يستطيع أن يساوم… لكنه لم يفعل.
كم من مرة عرضوا عليه الباب الخلفي، والطريق السهل، وصفقات الهمس في الظلال؟ لكنه أبى. لأنه لم يرَ السياسة طُموحًا شخصيًّا، بل تكليفًا لله وللناس. لم يُؤمن أن الغاية تبرر الوسيلة، بل أن الوسيلة قد تهدم الغاية إن لم تكن نقيةً مثلها.
كان يدرك أن تطويع العقل للدين لا يعني قمع النصوص، بل فهمها في سياقها، وتحريرها من التوظيف الانتهازي. ولذلك بقي فقيهًا للواقع، لا فريسةً له، مصلحًا من الداخل، لا ناقمًا من الخارج، ثابتًا رغم كل الإعصار.
في زمن العنف… اختار طريق الرحمة.
وفي زمن التنازل… تمسّك بالثوابت.
وفي زمن الضجيج… نطق بالصدق همسًا، فكان أكثر وقعًا من كل صراخ.
“لا… لن أموت!”
قالها حين أدرك أن الذين يتعجّلون النجاة يفقدون المعنى، وأن الذين يطلبون العافية بأي ثمن، لا يحملون الرسالة.
قالها، وهو يعلم أن الكلمة قد تُكلفه عمرًا، وأن الصمت قد يُغريه بالسلامة. لكنه نذر نفسه ليكون كلمةً لا تنحني… وموقفًا لا يُشترى.
لم يمت عصام دربالة.
لأنه ما زال يعلّمنا كيف تكون القيادة:
• حين تُنصت أكثر مما تتكلم،
• وتبني أكثر مما تُهاجم،
• وتُقدّم الحق لا الذات.
لم يمت… لأنه ترك من خلفه فكرة، ومسيرة، وذكرى نقيّة لا تشوبها المزايدات. ولم يكن محتاجًا لكتب أو تسجيلات، بل ترك في قلوبنا “نموذجًا” نادرًا: النموذج الذي لا يستعجل، ولا يتلوّن، ولا يصرخ… بل يثبت.
اليوم… في زمن التيه، حين تتنازعُنا الرايات، وتختلط الشعارات بالمصالح، والبطولة بالتهور، والحكمة بالجبن… نفتقد هذا النوع من الرجال.
رجالٍ لا يحتاجون إلى كاميرا لتوثيقهم، لأنهم خُلقوا ليكونوا بوصلة.
رجالٍ إذا ماتوا بالجسد، عاشوا في الوعي، وصاروا هم الشاهد والشهيد.
في ذكرى استشهاده العاشرة…
نكتبها لا وفاءً فقط، بل تذكيرًا لجيلٍ يتساءل:
أين القادة؟ أين النموذج؟
نقول: اقرأوا في سيرة عصام دربالة، لا لتبكوا على رحيله، بل لتستعيدوا معنى القيادة التي لا تبيع، والدعوة التي لا تصرخ، والسياسة التي لا تتسول.
فهو لم يكن شخصًا عابرًا، بل “فكرة تمشي على الأرض”… ثم ارتقت إلى السماء.
“لا.. لن أموت!”
لأن من يعيش لله، لا يموت حين يُغلق عليه الباب… بل يبدأ من هناك. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يؤكد الأستاذ حسن ساباز أن وصف حماس بالإرهاب تزييف للحقيقة، فحماس حركة مقاومة تدافع عن شعبها ضد احتلال صهيوني غير شرعي يرتكب المجازر، كما يشير إلى أن الهجوم على المهرجان في 7 أكتوبر كان نتيجة قصف صهيوني ضمن "بروتوكول هنيبال"، وليس عملاً من حماس.
يؤكد الأستاذ محمد كوكطاش أن نصرة غزة لا تكون بالشعارات ولا بالمظاهر، بل بإصلاح الذات والمجتمع، إذ إن النصر لا يُمنح لأمة غارقة في الفتن والانحلال، بل لمن يستحقه بقيمه وثباته ومواقفه.
يستنكر الأستاذ محمد إشين صمت المجتمع الدولي تجاه جرائم الاحتلال في غزة، مشيرًا إلى أن هذا الظلم، رغم قسوته، كان سببًا في إلهام الآلاف للدخول في الإسلام، تأثرًا بثبات الفلسطينيين وصمودهم، ويؤكد أن الإسلام، رغم الحملات المعادية، يواصل انتشاره لأن نوره لا يُطفأ.