المكملات الغذائية ليست سحرًا للصحة، بل دعمًا عند الحاجة فقط، والإفراط فيها قد يضر أكثر مما ينفع، الغذاء المتوازن هو الأساس، والمكمل قرار يحتاج لاستشارة مختص.

من مساحيق الكولاجين إلى حبوب تعزيز المناعة، أصبحت المكملات الغذائية جزءًا شائعًا من الحياة اليومية، تُسوّق بوعد تحسين النوم، ونضارة البشرة، وزيادة التركيز، وحتى إطالة العمر. لكن وراء هذه الوعود البراقة، تكشف الحقائق أن الصورة أكثر تعقيدًا.

أخصائية التغذية راشيل وودز توضح أن المكملات ليست حلًا سحريًا، بل دورها الأساسي هو دعم النظام الغذائي وليس استبداله، فالغذاء الكامل يوفّر عناصر غذائية وفوائد لا يمكن تكرارها عبر مركب واحد في كبسولة. ورغم ذلك، هناك حالات تستدعي استخدام المكملات مثل حمض الفوليك قبل وأثناء الحمل، أو فيتامين D في الشتاء، أو فيتامين B12 للنباتيين.

لكن الإفراط في تناول المكملات قد يسبب أضرارًا صحية خطيرة، خاصة الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون مثل A وD وE وK، التي تتراكم في الجسم وتؤدي لمشاكل بالكلى أو القلب أو الكبد. حتى الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء، مثل B6، قد تسبب تلف الأعصاب عند الإفراط المزمن. المشكلة أن كثيرين يتناولونها دون فحص مستوياتهم الغذائية، ما يجعل الأعراض أول مؤشر للخطر.

إضافة إلى ذلك، فإن التسويق على وسائل التواصل الاجتماعي يضخم قدرات هذه المنتجات، مستخدمًا مصطلحات مثل "طبيعي" و"يعزز المناعة" دون أساس علمي، خاصة أن المكملات لا تخضع لرقابة الأدوية من حيث الاختبارات أو المعايير، ما يترك مجالًا لجرعات غير دقيقة أو معلومات مضللة.

وراء الكواليس، تظل صناعة المكملات صناعة ربحية قبل أن تكون علمية، إذ غالبًا ما تتصدر المنتجات المثيرة للإعجاب المشهد التسويقي، رغم أن المكملات المدعومة بأدلة قوية، مثل الحديد أو فيتامين D، لا تحظى بنفس الزخم.

وأخيرًا، فإن كون المنتج متاحًا دون وصفة طبية لا يعني أنه آمن للجميع. بعض المكملات تتفاعل مع الأدوية أو تضر بفئات معينة، مثل نبتة سانت جون التي قد تسبب مشاكل خطيرة مع مضادات الاكتئاب، أو فيتامين K الذي يتداخل مع مميعات الدم، أو الحديد الذي قد يؤثر على امتصاص بعض المضادات الحيوية.

الخلاصة: المكملات قد تكون مفيدة في ظروف محددة، لكن البداية يجب أن تكون دائمًا من الغذاء المتوازن، مع استشارة المختصين قبل تناول أي منتج جديد، لتجنّب الأضرار التي قد تختبئ خلف غلاف "الصحة" اللامع. (İLKHA)