الأستاذ حسن ساباز: الحقيقة لا يمكن طمسها بالحرق.

يسلط الأستاذ حسن ساباز الضوء على الاستهداف الممنهج للصحفيين في غزة، حيث ارتقى 211 منهم في جرائم غير مسبوقة حتى في الحروب الكبرى، ويؤكد أن هؤلاء لم يُقتلوا عرضًا، بل لأنهم واجهوا الاحتلال بالحقيقة وكشفوا وحشيته للعالم.
كتب الأستاذ حسن ساباز مقالاً جاء فيه:
بلغ العدد الرسمي للصحفيين الذين قُتلوا في غزة 211 صحفيًا.
قد يبدو هذا الرقم صغيرًا أمام المجازر التي حصدت أرواح أكثر من خمسين ألف مدني، لكن من حيث دلالته، فهو رقم لم يسبق له مثيل حتى في أعتى الحروب.
ففي الحرب العالمية الثانية، وعلى مدار ست سنوات، قُتل 69 صحفيًا.
وفي فيتنام، خلال عشرين عامًا من الغزو والقتل الأمريكي، بلغ عدد الصحفيين القتلى 63.
أما في العراق، فقد وثّق مقتل 455 صحفيًا طوال فترة الاحتلال.
ومع ذلك، فإن عددًا كبيرًا من هؤلاء الصحفيين سقطوا في مناطق النزاع بسبب ظروف المعركة، لا بسبب الاستهداف المتعمّد.
أما في غزة، فالصورة مختلفة تمامًا.
الصحفيون هناك كانوا يحملون بوضوح ما يُثبت هويتهم: سترات صحفية، مركبات مميزة، إشعارات واضحة، بل إن بعضهم تواصل مع جيش الاحتلال لإبلاغه بمواقعهم لتجنّب الاستهداف.
لكن مهمتهم الحقيقية كانت توثيق الجريمة، تسجيل مشاهد المجازر، وتعريّة وحشية الاحتلال، وانتهاكاته الممنهجة لكل ما هو قانون وإنساني.
كانوا يدركون أنهم يعملون على حافة الموت، لكنهم أبَوا أن يغادروا غزة، لأنهم كانوا على يقين أن عملهم رسالة، وأنهم شهود على التاريخ.
وثّقوا قصف المستشفيات، وتجويع السكان، واستهداف الطواقم الطبية، وتدمير المعدات الصحية، والاعتداء على كل ما يمسّ الحياة.
ثبتوا الحقيقة: من يدّعون أنهم أحفاد ضحايا المحرقة، يمارسون اليوم المحرقة ذاتها، بل وبصورة أكثر وقاحة ووحشية.
بعضهم شيّع أصدقاءه، وبعضهم دفن أبناءه، لكنهم واصلوا أداء رسالتهم في كشف الوجه الحقيقي للاحتلال: قوة غاشمة تجمع بين الإجرام والسرقة والانحطاط الأخلاقي.
كل تسجيل التقطوه كان بنية أن يكون الأخير، ومع ذلك استمروا، دون أن يفقدوا إيمانهم بزوال الظلم، وتسليمهم المطلق لله.
قُصفت بيوتهم، استُهدفت مركباتهم، أُحرقت خيامهم التي احتموا بها وسط أنقاض المدن.
العالم بأسره شاهدهم يُستهدفون ويُحرقون أحياءً أمام الكاميرات، بينما لم يتحرّك أحد.
أحمد منصور، حلمي الفَقّعاوي، يوسف حزندار...
ابتسم الصهاينة وحلفاؤهم ببرود، صمت المموّلون، تجاهل المتواطئون، سجّلت المؤسسات الدولية الأرقام بدم بارد، أطلق البعض إدانات فارغة، وصرخ البعض الآخر بعبارات غاضبة.
لكن القلوب الحيّة احترقت من الداخل، والظهر انحنى تحت وطأة العجز.
الحقيقة المؤلمة أن الجميع شاهد… ثم واصل حياته.
ولم يبقَ سوى شهادة أحد من أرادوا حمل أمانة هؤلاء الشهداء:
"أحمد منصور لم يكن يحمل سلاحًا، كانت بيده كاميرا فقط، وهذه وحدها كانت كفيلة بأن تزرع الرعب في كيان قائم على الأكاذيب والتزييف، وجوده في الميدان كان تحديًا، لذلك قرروا إزالته".
"كيان قائم على الأكاذيب والتزييف".
ربما لا توجد كلمات تختصر حقيقة الصهيونية أكثر من هذه العبارة.
لكنهم واهمون إن ظنوا أن القتل سيطيل بقاءهم.
واهمون إن ظنوا أن الحقيقة يمكن دفنها تحت الأنقاض.
فالحقيقة لا تُقتل، ولا تُحرق.
والباطل، مهما علا، إلى زوال. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يحذر الأستاذ عبد الله أصلان من الخديعة التي يقودها التحالف الصهيوني-الصليبي عبر حرب غزة، مؤكدًا أن العديد من الدول الإسلامية تُضلل بأهداف الحرب، ويشدد على أن الحرب تستهدف المنطقة بأكملها وليس فلسطين وحماس فقط، داعيًا إلى موقف إسلامي موحد وحاسم.
ينتقد الأستاذ محمد كوكطاش الكمالية بشدة، معتبراً إياها سبباً رئيسياً في تمزيق النسيج الاجتماعي والروحي للشعب التركي، و يرى أن الكمالية فتنة مفروضة منذ قرن، حالت دون وحدة الناس وتلاحمهم، ويؤكد أن تكون تركيا بلا إرهاب لا يعني بالضرورة تركيا المتعانقة طالما بقيت الكمالية قائمة.
يندد الأستاذ محمد أوزجان بالمجازر الوحشية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، منتقدًا صمت العالم الإسلامي تجاه هذه الجرائم. ويحث تركيا على اتخاذ موقف حاسم لحماية فلسطين والضغط على إسرائيل التي قد تجد نفسها معزولة دوليًا في المستقبل القريب.
يرى الأستاذ محمد كوكطاش أن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل أصبح عبئًا سياسيًا وأخلاقيًا، مما يسرع سقوطه وتخلي الغرب عنه، كما ويدعو العالم الإسلامي للمشاركة الفعالة في الاحتجاجات العالمية ضد الاحتلال الإسرائيلي وداعميه.