نظم حزب الهدى في ماردين لقاءً موسعًا جمع بين عدد من زعماء العشائر والوجهاء في إطار مبادرة “مسار تركيا بلا إرهاب”، حيث تمت مناقشة قضايا السلام الداخلي، القضية الكردية، والوضع الإقليمي، إضافة إلى التأكيد على أهمية العدالة والمشاركة الشعبية في بناء مستقبل آمن ومستقر للبلاد.

أقيم اللقاء في بيت المعلمين بمركز ماردين – أرتوكلو بتنظيم من رئاسة حزب هدى بار في ماردين، وافتُتح بتلاوة من القرآن الكريم، بمشاركة النائب عن باتمان سيركان رمانلي، ونائب رئيس الحزب والنائب عن غازي عنتاب شاه زاده دمير، إلى جانب رئيس فرع الحزب في ماردين إسماعيل شفيق وعدد كبير من زعماء العشائر والوجهاء المحليين.

في كلمته الافتتاحية، أوضح الباحث محمود كلينتش أن المجتمعات الإسلامية لم تعرف التفرقة بين القوميات في التاريخ، وأن النزعات القومية التي ظهرت بعد الثورة الفرنسية كانت سببًا في تمزيق المنطقة، مؤكدًا أن القومية لا تتوافق مع تعاليم الإسلام، وأن على الأمة الإسلامية معالجة قضيتي فلسطين والأكراد بعدالة ومن منظور شرعي.

من جانبه، شدد شاه زاده دمير على أن الهدف من هذه اللقاءات هو إيجاد خريطة طريق مشتركة لحل الأزمات وبناء السلام والعدالة، مؤكدًا أن العمل السياسي لا يكون مشروعًا إلا إذا اتسم بالعدالة وحقق مصلحة المجتمع بأكمله لا فئة محددة، مضيفًا:

“قضية فلسطين ومسار تركيا بلا إرهاب وعملية صياغة الدستور الجديد هي قضايا تمسّنا جميعًا عن قرب، ولا بد أن نعمل فيها بصدق ومسؤولية.”

كما دعا دمير إلى الوقوف مع حركة حماس في ظل استمرار العدوان على غزة، مشيرًا إلى أن دعم المقاومة واجب إنساني وأخلاقي، محذرًا من محاولات طمس الانتصارات السياسية والميدانية للحركة.

أما النائب سيركان رمانلي فتحدث عن اللجنة البرلمانية الخاصة بإنهاء الصراع المسلح، مذكّرًا بأن هذا المسار ليس جديدًا، إذ شهدت تركيا تجارب مماثلة بين عامي 2013 و2015 لكنها لم تؤتِ ثمارها بسبب غياب الثقة بين الدولة وحزب العمال الكردستاني. وأضاف:

“حتى الآن لا توجد مؤشرات على أن الحزب ترك السلاح فعليًا، وما زالت هناك حالة من انعدام الثقة بين الطرفين، الأمر الذي يعيق إحراز تقدم في العملية.”

كما تناول رمانلي البُعد الإقليمي للأزمة مشيرًا إلى أن ملف شمال سوريا وتنظيم PYD أصبح جزءًا من النقاش حول الحل النهائي، داعيًا إلى التعامل مع هذا الملف بحذر لتجنب انعكاساته على الداخل التركي.

وفي ختام اللقاء، طرح الحضور من ممثلي منظمات المجتمع المدني وزعماء العشائر مجموعة من الأسئلة والمقترحات على أعضاء الحزب، مؤكدين دعمهم لأي مبادرة وطنية تهدف إلى تحقيق السلام العادل وإنهاء دوامة العنف.

واختُتم البرنامج بالتقاط صورة جماعية تذكارية جمعت المشاركين، تأكيدًا على روح التعاون والتفاهم بين مختلف مكونات المجتمع في ماردين. (İLKHA)