مسيرة في شانلي أورفا دعمًا لغزة وأساطيل الصمود... ومنصات مدنية تطالب بتحرك دولي وعملي

نظّم "منصّة منظمات المجتمع المدني في شانلي أورفا" مسيرة ودعاء وإعلان تضامني تحت شعار نصرة غزة بمناسبة اقتراب ذكرى عمليّة "طوفان الأقصى"، انطلقت من أمام متنزّه علي شيلي ووصلت إلى ميدان مقبرة البديعُزّمان.
بادرَت منصّة منظمات المجتمع المدني في شانلي أورفا إلى تنظيم فعالية تضامنية مع أهل غزة ومع مبادرات كسر الحصار، تزامناً مع اقتراب ذكرى عمليّة "أكسا طوفان". انطلقت المسيرة من أمام حديقة علي شيلي (Ali Şelli Parkı)، شارك فيها جمعٌ من الرجال والنساء والأطفال رافعين تكبيراتٍ وأعلام فلسطين، وتوجّهوا سيراً على الأقدام حتى أمام مقبرة البديّوزّمان (Bediüzzaman Mezarlığı) حيث أُقيمت مراسم الدعاء ثم قراءة بيانٍ صحفي باسم المنصّة.
تلى الدعاء وقرأ البيان نيابةً عن المنصّة أحمد سافار أوغلو (Ahmet Suvaroğlu)، الذي استهلّ حديثه باستحضار آيةٍ من سورة النساء (آية 75) التي تذكّر بواجب النهوض لمساعدة المظلومين، موجهًا التحية إلى "الماسحين بزيّة العزّ" وإلى من يقفون في وجه الظالمين ويقفون إلى جانب المظلومين، كما حيّا أسطول الصمود العالمي الذي حمل عنوان "ضمير الإنسانية" في محاولةٍ لكسر الحصار عن غزة، وحيّا أيضاً "الأمجاد التاريخية" المتمثلة في سير القادة كصلاح الدين الأيوبي والسلطان عبد الحميد الثاني.
في كلمته المفصّلة شدّد سافار أوغلو على أن صمود غزة يمثل "كرامة الأمة" وأن قضيّة غزة اختبارٌ لضمير الإنسانية، مشيراً إلى أنّ صمود الفلسطينيين بقي صفًّا منيعًا يُمثل شرف الأمة. وذكر المتحدث أرقامًا وبيانات أوردها في بيانه على النحو التالي: منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى الآن قُتل في غزة ما يقرب من 70 ألفاً من الأخوة والأخوات (من بينهم قرابة 35 ألف طفل و25 ألف امرأة — وفق نص البيان)، كما أُصيب وفُقدت أطراف أكثر من 90 ألف شخص (من بينهم نحو 40 ألف طفل)، وتحوّل أكثر من 50 ألف طفل إلى يتامى، فيما فقدت أكثر من 3 آلاف عائلة جميع أفرادها واستُبعدت من سجلات السكان، ويوجد نحو 20 ألف مفقود تحت الأنقاض لم تُستَخرج جثامينهم بعد. كذلك ذُكِر أن مئات الفرق التطوعية وفرق الدفاع المدني والعاملين في القطاع الطبي قد قُتِلوا أثناء تأدية واجبهم، وأن 247 صحفياً استشهدوا خلال تغطيتهم للجرائم، وأن نحو 90% من بنية غزة تحطّمت أو تدمرت.
وأَكّدَ سافار أوغلو أن الاحتلال حوّل نقاطا كانت تُفترَض أن توفّر الأمان إلى "نقاط مجزرة"، وأن نحو 3 آلاف إنسان قد استشهدوا في مراكز توزّع المساعدات المزمع أنّها آمنة. وبيّن أن سياسة التجويع تُستخدم كأداة إبادة، مشيراً إلى أن آلاف الأطفال والرضع يموتون جوعاً أمام أعين العالم، وأن حتى الآن هناك أرقام تشير إلى مئاتٍ قضوا نتيجة النقص الحاد في الغذاء والدواء؛ ذُكر في البيان أن 135 طفلاً و370 شخصاً (أرقام مقتبسة من البيان) استشهدوا جوعاً، في حين أن الحالة الإنسانية الموصوفة بأنها "مجاعة" تضرب قطاع غزة.
وانتقد المتحدّث المواقف الرسمية للدول التي تتعامل مع القضية الفلسطينية "كموضوع بروتوكولي" أو كقضيّة تُدار عبر منظماتٍ دولية فقط، ودعا الدول إلى التوقّف عن التعامل كأنّها منظمات مجتمع مدني؛ محذّراً من أن الخطوات الدبلوماسية والبيانات وحدها لا تُنقذ الأطفال من الجوع ولا تُنقذ المرضى من الموت، واعتبر أن الوقت قد حان لاستخدام "الخيار العملي" الذي قد يتجاوز حدود الخطابات والنداءات الصامتة.
ثم سرد سافار أوغلو مجموعة مطالبٍ وتوصيات موجهة إلى قادة الشعوب والدول الحرة وذوي الضمائر الحية، وجاءت بشكل مفصّل كما وردت في البيان:
أن يصل أسطول الصمود العالمي إلى غزة تحت ضماناتٍ من دولٍ عدة (مذكور أن الفيلق يضمّ ضمانات من 44 دولة)، وعلى أن تتولّى تركيا ودول أخرى توفير الحماية العسكرية اللازمة لوصول المساعدات الإنسانية.
فتح المعابر الحدودية المؤدية إلى غزة فوراً دون شروطٍ مسبقة.
إيصال المواد الغذائية، الأدوية، الوقود، المياه النظيفة، حليب الرضع، والمساعدات الإنسانية فوراً وبلا عوائق.
رفع الحصار عن غزة فوراً كإجراءٍ عاجل لوقف الجوع والمعاناة.
اتخاذ خطوات عملية لوقف "الإبادة" وفرض عقوباتٍ وقراراتٍ تُطبّق ميدانياً لردع الاحتلال.
فرض حظرٍ وُفقي على تقديم أي إمدادٍ عسكري أو تجاري يسهل استخدامه في انتهاكات القانون الدولي الإنساني ضد المدنيين.
دعم حركة المقاومة الفلسطينية (وُذكر اسم "حماس" كقوّة وطنية) سياسياً وبيروقراطياً وعسكرياً باعتبارها قوّة مقاومة للعدوان.
توفير السلاح والذخائر واللوجستيات والدعم التقني للجهات المقاومة التي تكافح الاحتلال، بحسب ما تضمنه البيان.
فرض عقوباتٍ دولية جدية لإجبار الاحتلال على الرجوع إلى اتفاقيات وقف إطلاق النار.
دعم شروط حماس بشأن وقف دائم لإطلاق النار باعتبارها أساساً للتسوية.
ممارسة ضغطٍ دولي فعلي على الائتلافات الداعمة للاحتلال لإخراج قراراتٍ عملية تُنقذ غزة؛ تشمل إعادة الإعمار ورفع الحصار وتخفيف المعاناة فوراً.
قطع خطوط إمداد النفط والتجارة التي تمرّ عبر دول ثالثة وتغذي اقتصاد الاحتلال، ووقف أيّ شحناتٍ تجاريةٍ إلى الكيان.
سنّ قانونٍ عاجلٍ في البرلمان التركي يعاقب أيّ مواطن تركي يشارك في جرائم إبادة أو يدعم الاحتلال بشخصه أو بصفته مزدوج الجنسية (ذكروا مسألة تعديلات متروكة على جدول البرلمان لإلغاء الجنسية عن الداعمين الصهاينة).
استمرار مقاطعة المنتجات الداعمة للاحتلال كخيارٍ شعبي دائم لا تكفّ عنه الشعوب.
استمرار النضال حتى زوال الاحتلال عن الخارطة، حسب التعبير الموجود في البيان.
اختتم المحاضرون البرنامج بتحيّاتٍ لــ"أهل غزة الأبطال" ولـقادة المقاومة وبدعاءٍ وختم القراءات والتلاوات، مؤكدين التزامهم بالاستمرار في الحراك الشعبي والدعوات حتى تبدّل المواقف الرسمية وتتحول الكلمات إلى أفعالٍ ملموسة.
جاءت الفعالية وسط هتافات التكبير والدعاء واستمرارية التأكيد على أن التضامن الشعبي باقٍ، وأن المنظّمات المدنية في شانلي أورفا ستواصل تنظيم الفعاليات والاعتصامات والمسيرات حتى تتحقق المطالب الإنسانية والسياسية الواردة في البيان، وللمطالبة بوقوف فعليّ للدول والمنظمات عن مجرد "إصدار البيانات" إلى اتخاذ خطوات عملية وملموسة لإنقاذ المدنيين في غزة. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
ذكرت قناة القاهرة الإخبارية أنه من المقرر أن تبدأ، في السادس من أكتوبر، مفاوضات غير مباشرة بين حركـة حماس والكيان الصهيوني في العاصمة المصرية القاهرة، لبحث صفقة تبادل الأسرى برعاية مصرية وبتنسيق مع وسطاء دوليين، في خطوة يُنتظر أن تمهّد لإنهاء الحرب المستمرة على غزة.
شهدت مدينة بورصة بتركيا فعاليةً شاركت فيها حشود من المواطنين نظمها فرع حزب الهدى في بورصة (HÜDA PAR Bursa İl Başkanlığı) بالتعاون مع منصّة EDEP، تضامنًا مع أهالي قطاع غزة ودعمًا لنشطاء «أسطول الصمود» الذين تعرّض بعضهم للاعتقال خلال محاولة كسر الحصار، وذلك بالتزامن مع ذكرى عمليّة «عاصفة الأقصى».
نظّم «مجموعة خيمة المقاومة» وعدد من منظمات المجتمع المدني المحليّة في منطقة أضابازاري بولاية سكاريا مسيرة تضامنية دعماً لقطاع غزة ولأسطول الصمود، انطلقت من شارع تشارك (Çark Caddesi) ووصلت إلى ساحة المدينة.