أسفرت سلسلة من الغارات الجوية التي شنّتها طائرات الاحتلال الليلة الماضية على بلدتي دير سريان وزوطر في جنوب لبنان، ومحيط نهر الليطاني، عن استشهاد شخص وإصابة عدد كبير من المواطنين، وتسببت الغارات في أضرار مادية ببعض المنازل، فيما تصاعدت ألسنة اللهب في المناطق المستهدفة.

أفادت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان أن طائرات الاحتلال شنّت غارات جوية على مرآب للسيارات والمعدات الثقيلة في بلدة دير سريان التابعة لمنطقة مرجعيون في محافظة النبطية، حيث يقع المرآب قرب المناطق السكنية، ما أسفر عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين.

ووفقًا لمصادر لبنانية، أدت الغارات إلى استشهاد سوري وإصابة لبناني وسوري آخر، كانوا يعملون في المرآب الذي استُهدف من قبل طائرات الاحتلال الليلة الماضية.

كما استهدفت طائرات الاحتلال المناطق الشمالية من دير سريان الممتدة على طول نهر الليطاني، فيما واجهت فرق الإطفاء والإسعاف صعوبة بالغة في الوصول إلى الموقع المستهدف بسبب استمرار تحليق الطائرات المُسيّرة فوق المنطقة.

وفي محافظة النبطية أيضًا، نفّذت طائرات الاحتلال سلسلة غارات جوية استهدفت المنطقة الواقعة بين بلدات زوطر، يحمر الشقيف، وعدشيت القصير.

وفي وقت مبكر من صباح الأربعاء، استشهد شخص وأصيب آخر في غارة صهيونية استهدفت بلدة طولين في منطقة مرجعيون.

وكان الاحتلال قد أطلق عدوانه على لبنان في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وتحوّل هذا العدوان إلى حرب واسعة النطاق في 23 أيلول/ سبتمبر 2024، أسفرت عن استشهاد أكثر من 4000 شخص وإصابة نحو 17 ألفًا آخرين.

وفي 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله والاحتلال حيّز التنفيذ، غير أن الاحتلال خرق هذا الاتفاق أكثر من 3000 مرة، ما أسفر، وفقًا للبيانات الرسمية، عن استشهاد 269 شخصًا وإصابة 568 آخرين.

ورغم تنفيذ جيش الاحتلال انسحابًا جزئيًا من جنوب لبنان، إلا أنه لا يزال يحتفظ بخمس تلال لبنانية احتلها خلال الحرب الأخيرة، متحديًا بذلك اتفاق وقف إطلاق النار.

ومن المقرر أن تعقد الحكومة اللبنانية اليوم اجتماعًا لمناقشة مسودة اتفاق عرضها المبعوث الأميركي "توم براك" لوقف الأعمال العدائية بين لبنان والاحتلال.

وكانت الحكومة قد قررت، يوم الثلاثاء، تكليف الجيش بوضع خطة تضمن حصر السلاح بيد الدولة قبل نهاية العام، على أن تُعرض الخطة على مجلس الوزراء قبل نهاية الشهر الجاري.

وفي مقابلة مع قناة الجزيرة، أكد وزير الإعلام اللبناني "بول ماركوس" أن مسودة الاتفاق الأميركي ستُدرس بدقة، وأن للحكومة الحق في إدخال تعديلات عليها، كما أشار إلى أن الجيش قد يقدم توصيات لضمان تنفيذ خطة حصر السلاح بيد الدولة.

في المقابل، وصف حزب الله قرار الحكومة بتكليف الجيش إعداد خطة لحصر السلاح بيد الدولة بأنه "خطأ كبير"، معتبرًا في بيان له أن القرار جاء نتيجة ضغوط المبعوث الأميركي ويخدم مصالح الاحتلال، ما يترك لبنان في موقع هشّ.

وقال عضو المجلس السياسي في حزب الله، غالب أبو زينب، في حديثه لقناة الجزيرة: "إن الحزب منفتح على جميع قنوات الحوار"، لكنه أكد أن قرار الحكومة تجاوز كل ما هو مطروح في إطار الحوار القائم. (İLKHA)