تعمل كلّ من واشنطن وموسكو على قدم وساق لترتيب اجتماع مرتقب بين الرئيس الأميركي "ترامب" والرئيس الروسي "بوتين" خلال الأسبوع المقبل.

أجرت المتحدثة باسم البيت الأبيض "كارولين ليفيت" تصريحات في مؤتمر صحفي يوم الخميس حول جهودهم المبذولة لترتيب اجتماع مرتقب بين الرئيس الأميركي "ترامب" والرئيس الروسي "بوتين" خلال الأسبوع المقبل.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض "ليفيت" في مؤتمر صحفي يوم الخميس: "الروس أعربوا عن رغبتهم في لقاء الرئيس ترامب، وهو منفتح على هذا اللقاء".

وفي وقت سابق من اليوم نفسه، أعلن الكرملين أنّه تمّ الاتفاق مبدئياً على عقد الاجتماع "في الأيام القليلة المقبلة"، مشيرًا إلى أنّ المبادرة جاءت من الجانب الأميركي، بحسب ما أوضحه مساعد الرئيس الروسي "يوري أوشاكوف".

وأشار "أوشاكوف" إلى أنّ الطرفين يعملان حالياً على تنسيق التحضيرات للاجتماع وتمّ الاتفاق على مكان انعقاده، دون الكشف عنه حالياً.

وأوضح "بوتين" أنه يأمل في عقد اللقاء "بأقرب وقت ممكن" خلال الأسبوع المقبل، بينما أُفيد بأنّ دولة الإمارات العربية المتحدة تقوم بدور الوساطة لاستضافة الاجتماع على أراضيها.

وجاء الإعلان عن اللقاء المرتقب عقب اجتماع عمل مطوّل استمر ثلاث ساعات في موسكو، جمع بين بوتين ومبعوث ترامب الخاص، ستيف ويتكوف، يوم الأربعاء.

وقد استُقبل ويتكوف لدى وصوله مطار موسكو من قِبل المسؤول الروسي عن الاستثمارات، كيريل ديميترييف، الذي صرّح قائلاً: "نرى إمكانات كبيرة للتعاون المفيد للطرفين، خصوصاً في مشاريع القطب الشمالي، والمعادن النادرة، وتطوير البنية التحتية، بالتعاون مع المستثمرين الأميركيين".

وأوضح مسؤول في البيت الأبيض أنّ "ويتكوف" أبلغ ترامب، خلال لقائهما الأربعاء، بأن "بوتين" أبدى رغبته في اللقاء، وأن ترامب من جانبه منفتح عليه، لكنه أشار إلى ضرورة أن يلتقي بوتين أيضًا بزيلينسكي لمناقشة وقف إطلاق النار.

من جهته، قال بوتين للصحفيين يوم الخميس: "للأسف، لا نزال بعيدين جداً عن تهيئة الظروف اللازمة لعقد مثل هذا اللقاء مع زيلينسكي".

وقالت ليفيت في تصريحاتها: "الرئيس ترامب يرغب في لقاء كلّ من الرئيس بوتين والرئيس زيلينسكي، لأنه يريد إنهاء هذه الحرب الوحشية"، مضيفة أن البيت الأبيض لا يزال يعمل على تفاصيل هذه اللقاءات، وسيُعلن عنها في الوقت المناسب.

وأوردت صحيفة "نيويورك تايمز" يوم الأربعاء، أن "ترامب" يخطط لعقد لقاء ثلاثي بعد اجتماعه مع "بوتين"، يضم أيضاً "زيلينسكي"، دون إشراك قادة أوروبا.

ووفقاً للتقرير، أبلغ ترامب زيلينسكي وقادة أوروبيين، خلال مكالمة هاتفية، بأنّ اللقاء مع بوتين سيُعقد الأسبوع المقبل، يليه اجتماع ثلاثي يجمعه بزيلينسكي وبوتين، دون مشاركة أوروبية.

لكن مساعد الكرملين "أوشاكوف" أوضح أن فكرة اللقاء الثلاثي طُرحت فقط من الجانب الأميركي، ولم يتم التباحث فيها بشكل مفصّل، وأن موسكو لم تقدّم تعليقًا واضحًا عليها.

لا وقف لإطلاق النار في الأفق

ويُشار إلى أنّ يوم الجمعة يمثّل نهاية المهلة التي منحها ترامب لبوتين – ومدّتها 50 يومًا – لإنهاء النزاع في أوكرانيا. لكن ترامب لمح، الخميس، إلى إمكانية التراجع عن صرامة هذا الموعد النهائي.

وعند سؤاله من قبل الصحفيين في البيت الأبيض، قال ترامب: "سنرى ما الذي سيقوله. الأمر متروك له. أشعر بخيبة أمل كبيرة".

وكان الكرملين قد أشار إلى أن قضايا النزاع الأوكراني نوقشت خلال اجتماع بوتين مع "ويتكوف"، واصفًا المباحثات بأنها "مثمرة وبنّاءة".

وعقب سلسلة من المكالمات الهاتفية مع ترامب وعدد من القادة الأوروبيين، كتب زيلينسكي على منصة "إكس" أن إيجاد حل للنزاع بين روسيا وأوكرانيا "يجب أن يتم على مستوى القادة لتحقيق فعالية حقيقية"، مضيفاً:
"علينا تحديد توقيت هذا اللقاء ومحاوره. وسنواصل العمل بأقصى إنتاجية من أجل السلام".

ويُذكر أن الجولة الأخيرة من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، التي عُقدت في إسطنبول يوم 23 يوليو، انتهت دون تحقيق تقدّم في ملف وقف إطلاق النار، لكنها أسفرت عن اتفاق بشأن تبادل الأسرى، بمن فيهم المعتقلون المدنيون.

ومع استمرار الهجمات بالطائرات المسيّرة والصواريخ بين الطرفين، تواصل الحرب حصد الأرواح والتسبب في دمار هائل بالبنية التحتية، في ظلّ ابتعاد واضح في المواقف بين موسكو وكييف. (İLKHA)