مجلس الأمن يرفض إقامة حكومة موازية في مناطق سيطرة "الدعم السريع" بالسودان

أدان مجلس الأمن الدولي محاولات إنشاء سلطة حاكمة موازية في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع بالسودان، محذرًا من أن هذه الخطوة تهدد وحدة البلاد وسلامة أراضيها، وتؤجج الصراع الدائر وتعمق الأزمة الإنسانية.
أعلن مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، رفضه تشكيل حكومة موازية في السودان، وطالب بإنهاء الحصار المفروض على الفاشر غربي البلاد.
وشكّل تحالف تأسيس، الذي تهيمن عليه قوات الدعم السريع، مجلسًا رئاسيًا وسمّى رئيس وزراء وحكام أقاليم، في أول خطواته الفعلية لتشكيل حكومة موازية للسلطات الرسمية.
وقال أعضاء مجلس الأمن، في بيان: "إنهم يرفضون الإعلان عن إنشاء سلطة حكم موازية في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع".
وأبدى البيان قلق أعضاء المجلس حيال تداعيات تشكيل حكومة موازية باعتبارها تهديدًا مباشرًا لسلامة أراضي السودان ووحدته، وتنذر بتفاقم الصراع الدائر، وتفتيت البلاد، وتفاقم الوضع الإنساني المتردي أصلًا.
وأعلن الأعضاء التزامهم الراسخ بسيادة السودان واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه، مشددين على أن أي خطوات أحادية الجانب تقوّض هذه المبادئ تهدد مستقبل السودان والسلام والاستقرار في المنطقة.
واستنكر البيان تجدد هجوم الدعم السريع في الفاشر، مطالبًا برفع الحصار عن المدينة ووقف القتال وتهدئة الأوضاع في المدينة وما حولها، خشية أن يؤدي ذلك إلى انتشار المجاعة وانعدام الأمن الغذائي الشديد.
ونفذت الدعم السريع، الاثنين، هجومًا على شمال وجنوب وشرق الفاشر يُعتبر الأعنف من نوعه، كما توغّل مقاتلوها داخل مخيم أبو شوك قبل أن يُجبرها الجيش وحلفاؤه على الانسحاب بعد ساعات من الاشتباكات.
وأدان أعضاء مجلس الأمن الهجمات على كردفان خلال الأسابيع الأخيرة، والتي أسفرت عن مقتل أعداد كبيرة من المدنيين.
وشنّت الدعم السريع خلال الأسابيع الماضية هجمات مميتة على قرى شمال وغرب كردفان، فيما ظلّت الحركة الشعبية ــ شمال المتحالفة مع القوات تقصف مدينة كادقلي بجنوب كردفان بين الحين والآخر.
ودعا البيان إلى استئناف التفاوض للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وتهيئة الظروف اللازمة لحل سياسي للصراع، بمشاركة جميع الأطراف السياسية والاجتماعية الفاعلة، لإعادة إرساء انتقال سياسي نحو حكومة وطنية منتخبة ديمقراطيًا.
وحثّ أعضاء مجلس الأمن جميع الدول الأعضاء على الامتناع عن التدخل الخارجي الذي يسعى إلى تأجيج الصراع وعدم الاستقرار، ودعم جهود تحقيق السلام الدائم.
من جانبه، أدان مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان "فولكر تورك"، في بيان، الهجوم واسع النطاق الذي شنّته الدعم السريع على مدينة الفاشر المحاصرة ومخيم أبو شوك للنازحين.
وقال: "إن الهجوم أسفر عن مقتل 57 مدنيًا على الأقل، بينهم 40 نازحًا في مخيم أبو شوك شمالي الفاشر".
وأشار إلى أن مكتبه يتابع مزاعم بوقوع إعدامات بحق نازحين في المخيم أثناء الهجوم.
وجدد تورك دق ناقوس الخطر بشأن الاحتمال الجدي لحدوث انتهاكات واعتداءات ذات طابع عرقي، مع محاولة قوات الدعم السريع السيطرة على الفاشر ومخيم أبو شوك.
وأكد احتمال تكرار الأنماط المروعة من انتهاكات القانون الدولي الإنساني وانتهاكات حقوق الإنسان وما يصاحبها من تجاوزات، كما وُثّقت في سياق هجوم قوات الدعم السريع على مخيم زمزم في نيسان/ أبريل السابق.
وسيطرت قوات الدعم السريع على مخيم زمزم الواقع على بعد 12 كيلومترًا جنوب غرب الفاشر، بعد ثلاثة أيام من الهجوم البري المتواصل، مما أسفر عن مقتل مئات المدنيين وتشريد سكان المخيم الذي حوّلته لاحقًا إلى قاعدة عسكرية.
وقال فولكر: "إن موظفي مفوضية حقوق الإنسان زاروا مؤخرًا شرق تشاد، وأجروا مقابلات مع أكثر من 150 من ضحايا هجمات نيسان/ أبريل".
وتحدث الناجون، وفقًا للبيان، عن عدم وجود طرق آمنة للخروج من الفاشر، حيث أكدت شهاداتهم ما وُثّق سابقًا من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد المدنيين خلال الهجوم الدموي على مخيم زمزم وأثناء فرارهم إلى طويلة، بما في ذلك عمليات القتل، والاغتصاب واسع النطاق والجماعي، وحالات الإخفاء القسري، والتعذيب.
وتنشر قوات الدعم السريع مئات المقاتلين في الطرق المؤدية إلى العاصمة التاريخية لإقليم دارفور، لمنع وصول السلع والإغاثة والأدوية إلى المدينة التي شُيّدت حولها خنادق عميقة لتشديد الحصار الذي تفرضه منذ نيسان/ أبريل 2024.
وساهم هذا الحصار في انعدام السلع المهمة من المحلات التجارية، بما في ذلك السكر والبصل والأرز والملح، كما انعدمت الأدوية المنقذة للحياة.
وفي السياق، قال برنامج الأغذية العالمي: "إنه جهّز شاحنات مُحمّلة بالمساعدات الغذائية لإرسالها إلى الفاشر"، مشددًا على أنه بحاجة ماسة إلى ضمانات مرور آمن.
وأوضح أنه حصل على تصاريح من مفوضية العون الإنساني لتوصيل قافلة مساعدات إنسانية إلى الفاشر، فيما لم تُعلن الدعم السريع، التي تُحاصر المدينة، عن دعمها لوقف القتال للسماح بدخول الإغاثة.
وأظهر تقييم نشرته الأمم المتحدة في 8 تموز/ يوليو السابق أن 38% من الأطفال دون سن الخامسة في مواقع النزوح في الفاشر يعانون من سوء التغذية الحاد، منهم 11% يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
أدانت كل من السعودية وقطر ومصر والأردن وجامعة الدول العربية تصريحات رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو بشأن مشروع "إسرائيل الكبرى" الذي يشمل بعض مناطق مصر والأردن، معتبرةً هذه التصريحات مخالفة للقانون الدولي واستفزازية وتهدد أمن المنطقة.
قالت حركة حماس: "إن تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، نتنياهو، حول ما سماه "رؤية إسرائيل الكبرى"، والتي تشمل السيطرة على أراضٍ عربية مثل مصر والأردن وسوريا، تكشف خطورة الكيان الإسرائيلي على دول وشعوب المنطقة ومخططاته التوسعية التي لا تستثني أي دولة".
دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لمسيرات غضب عالمية ضد الاحتلال الصهيوني وداعميه أيام الجمعة والسبت والأحد القادمة (15 و16 و17 آب/ أغسطس)، حتى وقف العدوان وفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية فوراً.