اتهمت منظمة العفو الدولية في تقرير جديد الاحتلال باتباع سياسة ممنهجة لتجويع الفلسطينيين في غزة، ووصفت هذه السياسة بأنها متعمدة وتهدف إلى تدمير الصحة العامة والنسيج الاجتماعي بشكل ممنهج.

وأكدت منظمة العفو الدولية، التي تتخذ من لندن مقرًا لها، في بيان لها أن حكومة الاحتلال الصهيوني تطبق سياسة التجويع المتعمد في غزة، ضمن ممارسات تهدف إلى التدمير الجسدي والبنيوي لحياة الفلسطينيين.

وأوضحت المنظمة في بيانها أن شهادات جديدة تم جمعها من داخل القطاع، تُظهر أن حكومة الاحتلال تعمدت تدهور الظروف المعيشية للفلسطينيين في غزة إلى مستويات تستهدف وجودهم الجسدي.

وبحسب البيان، أجرت المنظمة مقابلات مع 19 فلسطينيًا من سكان ثلاثة مخيمات مؤقتة، إضافة إلى طبيبَين يعملان على علاج الأطفال الذين يعانون من سوء تغذية حاد.

واستند البيان إلى بيانات صادرة عن وزارة الصحة في غزة تفيد بأن 110 أطفال قضوا بسبب مضاعفات ناجمة عن سوء التغذية حتى 17 أغسطس الجاري.

"أطفال فلسطين يُتركون ليموتوا جوعًا"

من جانبها، قالت مديرة البحوث والدعوة والسياسات العالمية في منظمة العفو الدولية إيريكا غيفارا-روساس:
"الشهادات التي جمعناها لا تُظهر فقط حجم المعاناة، بل تمثل أيضًا لائحة اتهام مروعة ضد النظام الدولي، الذي سمح لإسرائيل بممارسة القمع ضد الفلسطينيين لعقود دون أي محاسبة تُذكر".

وأكدت أن السياسات الصهيونية الغير إنسانية حولت المجاعة في غزة إلى واقع مؤلم، مشددة على أن "السبيل الوحيد لوقف هذه الكارثة هو رفع الحصار فورًا وبدون شروط، والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار".

وأضافت أن الحصار والهجمات المستمرة تترك أثرًا مدمرًا بشكل خاص على الفئات الأكثر ضعفًا، من بينهم الأطفال، والمرضى، وذوو الإعاقة، وكبار السن، والنساء الحوامل والمرضعات.

"المساعدات وحدها لا تكفي"

وأشارت "غيفارا-روساس" إلى أن الأزمة لا يمكن حلها فقط بزيادة عدد شاحنات المساعدات أو تكثيف عمليات الإسقاط الجوي، وبيّنت أن المستشفيات بحاجة ماسة إلى التجهيزات، كما يجب تأمين بيئة آمنة لوصول المساعدات الإنسانية من قبل منظمات موثوقة.

وحذرت من أن السياسة الصهيونية المتعمدة في تجويع السكان تستمر في فرض معاناة لا تُحتمل على مجتمع بأكمله، رغم احتجاجات الشعوب حول العالم، واكتفاء القادة بالخطابات دون إجراءات فعلية.

"أمام العائلات الفلسطينية خيارات مستحيلة"

واختتمت "غيفارا-روساس" تصريحاتها بالقول:
"أطفال فلسطين يُتركون ليموتوا جوعًا، وأمام عائلاتهم خياران كلاهما مرّ: إما الاستماع إلى صرخات أطفالهم الضعفاء والجوعى دون القدرة على فعل شيء، أو المجازفة بالخروج بحثًا عن الطعام وهم يواجهون خطر الموت أو الإصابة." (İLKHA)