أكد الرئيس أردوغان أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال تبرير عدم وقف المجازر في غزة منذ 23 شهرًا، مشيرًا إلى أن موت الأطفال والرضّع وكبار السن جوعًا هو وصمة عار في جبين الإنسانية.

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الجلسة الموسعة لقمة مجلس رؤساء دول منظمة شنغهاي للتعاون، المنعقدة في مدينة تيانجين الصينية.

وقال الرئيس التركي: "إذا لم يتمكن المجتمع الدولي من منع مذبحة قُتل فيها أكثر من 63 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، وإذا تُرك الأبرياء يموتون جوعًا، فعلينا جميعًا أن نراجع ضمائرنا. لا يوجد تفسير منطقي لعدم قدرتنا على إيقاف هذه الوحشية المستمرة في غزة منذ ما يقرب من عامين".

وأشار الرئيس أردوغان إلى أن منظمة الأمم المتحدة لم تعد قادرة على أداء دورها، قائلًا:
"النظام القائم منذ 80 عامًا لم يعد يلبي تطلعات البشرية في تحقيق العدالة. وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي يبذلها الأمين العام السيد غوتيريش، فإن المنظمة فشلت في إنهاء الظلم في الشرق الأوسط".

وأضاف: "أشكر جميع الأصدقاء الذين رفعوا أصواتهم من أجل فلسطين، وأدعو إلى جعل الأمم المتحدة منصة فعلية تمثل العدالة العالمية، خاصة أمام الجرائم التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية".

أردوغان: خطوات إيجابية لتحقيق السلام في سوريا

وفيما يتعلق بالأزمة السورية، قال أردوغان إن هناك فرصة تاريخية لتحقيق السلام والاستقرار الإقليمي، مشددًا على أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ودعم العملية السياسية الشاملة.

وأضاف: "سنواصل الوقوف ضد أي محاولات تهدد أمن ووحدة الأراضي السورية. كما أن خطوات تعزيز الاستقرار في القوقاز وآسيا الوسطى مؤخرًا تبعث على الارتياح، ونأمل أن تسهم في تعزيز الروابط الاقتصادية والتجارية وفتح قنوات الاتصال والنقل".

أردوغان: نولي أهمية كبرى لأمن الطاقة والربط الإقليمي

وأشار أردوغان إلى أهمية التعاون في مجالات الطاقة والبنية التحتية، مؤكدًا على أن تركيا مستمرة في لعب دور محوري بصفتها مركزًا جيوسياسيًا يربط آسيا، أوروبا والشرق الأوسط.

وقال: "نسعى لإحياء طريق الحرير التاريخي من خلال مبادرة الممر الأوسط، ونعمل على مواءمتها مع مبادرة الحزام والطريق. كما نواصل تنفيذ مشروع طريق التنمية الهادف لربط مناطق واسعة من الشرق بالغرب".

نطمح إلى نظام عالمي يضع رفاهية الشعوب في المقام الأول

وختم أردوغان كلمته بالتأكيد على أن رؤية تركيا تقوم على احترام سيادة الدول وحل الخلافات عبر الحوار والتعاون والدبلوماسية، قائلاً: "نحن نسعى إلى نظام عالمي يعزز الرفاهية الاقتصادية والتجارية ويضع مصالح الشعوب في المقام الأول. ونتمنى تعزيز التعاون مع منظمة شنغهاي للتعاون، التي تمثل نموذجًا للحكمة الآسيوية والتعايش السلمي". (İLKHA)