كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في تقرير جديد، أن عدد الأطفال الذين يعانون من السمنة حول العالم تجاوز لأول مرة عدد الأطفال الذين يعانون من النحافة، محذّرة من تحول أنماط التغذية الحديثة إلى خطر متزايد يهدد صحة الأجيال الجديدة.

وأفادت في تقريرها بأنه نحو 188 مليون طفل ومراهق تتراوح أعمارهم بين 5 و19 عامًا مصابون بالسمنة، أي ما يعادل طفلًا واحدًا من كل عشرة في هذه الفئة العمرية. بينما ارتفع عدد الأطفال المصنّفين ضمن فئة "الوزن الزائد" إلى 391 مليون طفل، ما يعني أن واحدًا من كل خمسة أطفال يعاني من زيادة في الوزن.

الأطعمة الرخيصة والمعالجة في دائرة الاتهام

أرجع خبراء الصحة هذا الارتفاع المقلق إلى انتشار الأطعمة المصنعة والرخيصة وعالية السعرات الحرارية، والتي باتت تحلّ محل الأنظمة الغذائية التقليدية الصحية. ويؤكدون أن هذا التحوّل في أنماط الأكل يرفع من معدلات الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب وبعض أنواع السرطان بين الأطفال.

دعوة للتحرك العاجل

قالت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسف: "إن الغذاء الصحي والمغذي يجب أن يكون حقًا لكل طفل. لكن السمنة باتت تمثل تهديدًا متزايدًا لصحة الأطفال ونموهم السليم حول العالم".

وأشار التقرير إلى أن استمرار هذا الاتجاه قد يُكلّف الاقتصاد العالمي نحو 4 تريليونات دولار سنويًا بحلول عام 2035 بسبب التكاليف الصحية والاقتصادية المرتبطة بالسمنة.

توصيات اليونيسف للحكومات

حثت اليونيسف الحكومات على اتخاذ تدابير عاجلة، منها:

-حظر بيع الأطعمة والمشروبات غير الصحية في المدارس.

-فرض ضرائب إضافية على المنتجات عالية السكريات والدهون.

-تحسين الوصول إلى الأطعمة الصحية والمغذية بأسعار مناسبة.

واختتم التقرير بالتأكيد على ضرورة تبني سياسات غذائية شاملة للوقاية من السمنة منذ الطفولة، حفاظًا على مستقبل الأجيال القادمة. (İLKHA)